ربيع الأنوار وذكرى مولد المختار ﷺ
23 أغسطس، 2025
قبس من أنوار النبوة
بقلم الشيخ : الطيب محمد عبد العال
بعد غروب شمس اليوم السبت الموافق 29 من صفر 1447هـ، 24 من أغسطس 2025م، تستطلع دار الإفتاء المصرية هلال شهر ربيع الأول، فإن وُلد الهلال كان يوم الأحد أول أيام شهر ربيع الأول، وإلا كان الأحد متممًا لشهر صفر، ويكون يوم الاثنين هو غرة الشهر المبارك.
وعلى أي حال، فنحن على مشارف شهر عظيم، شهرٍ وُلد فيه سيد الكائنات، صلى الله عليه وسلم، الشهر الذي تحققت فيه دعوة خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام:
﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
وتحققت فيه بشارة سيدِنَا عيسى ابن مريم عليه السلام: ﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾.
و إذا كانت الأماكن تثير في القلوب مشاعر الشوق والحنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يتمنى المرء لو أنه رأى مجالسه، وسار حيث سار، وجلس حيث جلس، فإن للزمان أيضًا أثرًا في تحريك هذه الأشواق. فما إن يهل علينا شهر ربيع حتى تتجدد محبة الحبيب في قلوبنا، فهو شهر الميلاد المبارك الذي أشرق فيه نور النبوة على الدنيا.
نعم، إننا لا نقول إن المحبة تُنشأ في هذا الشهر، بل نقول إنها تتجدد، لأننا لم ننس الحبيب لحظة، وكيف ننساه ونحن في كل أذان، وفي كل إقامة، نشهد أنه رسول الله؟ وكيف ننساه ونحن نخاطبه في الصلاة بقولنا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته؟ وكيف ننساه وقد قال الله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ﴾؟
ورحم الله القائل:
ومن عَجَبي أنّي أَحنُّ إليهم *** وأسألُ عنهم دائمًا وهم معي
وتبكيهمُ عيني وهم في سوادِها *** وتشتاقُهم روحي وهم بين أضلعي
و كل عام وأنتم بخير