التمر وعلاج التسمم

المقال السابع عشر من سلسلة (الاعجاز الطبى في القرآن والسنة)

اعداد الاستاذ الدكتور/ عبد الحميد محمد صديق
استشارى الجراحة العامة

 

لعلاج التسمم يمكن الاستفادة من مضع حبات من التمر، ويمكن استعمال التمر المنقوع في الماء كشراب مضاد للتسمم الكحولي . وهنا نود أن نذكر بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى علاج التسمم بالتمر !!

يقول صلى الله عليه وسلم: “من تصبح بسبع تمرات عجوة لا يصيبه في هذا اليوم سم ولا سحر”، أرواه أبو داود … في هذا الحديث الشريف معجزة علمية مبهرة ، ولكن بشرط أن نتعمق في دلالاته الطبية:

1 – إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حدد عدد التمرات بسبع وهذا الرقم له دلالات كثيرة في الكون والقرآن والهدى النبوي ويكفى أن تعلم بأن أول رقم ذكر في القرآن هو الرقم سبعة .

٢ – إن سبع تمرات تزن وسطياً ٧٠ جراماً وهذه الكمية مناسبة لجسم الإنسان وتحتوى على تشكيلة واسعة من المعادن والأملاح والفيتامينات والتي تضمن امتصاصها في الجسم.

٣ – إن هذه الكمية سوف تساعد الجسم على التخلص من جزء من السموم المختزنة في خلاياه مثل المعادن الثقيلة كالرصاص مثلاً، وهذه السموم قد كثرت في عصرنا هذا بسبب التلوث الكبير للماء والهواء والغذاء الذي نتناوله.

4 ـ لقد أشار الحديث الشريف إشارة خفية إلى المواد السامة التي تدخل الجسم بكلمة سم وأن تناول التمر سوف يخفف كثيراً من ضرر هذه المواد على الجسم.

5 – أما كلمة سحر الواردة في هذا الحديث الكريم فهي إشارة إلى الاضطرابات النفسية بأنواعها.

وكما نعلم في زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم يكن هنالك ما يسمى بعلم النفس، وكان أي خلل نفسي يسمى سحراً ..

وتعلم أيضا أن عملية السحر ما هو إلا اضطراب نفسي يصيب عين الإنسان فيتخيل أشياء تحدث بعكس الواقع.

وأن احتواء التمر على الأنواع الغزيرة للمعادن والأملاح والفيتامينات سوف يؤثر على عمل الدماغ ويسد ما ينقصه الجسم من عناصر غذائية، وهذا يقود إلى الاستقرار النفسي لدى الإنسان.

1 – طبعا لا يعنى الحديث أننا إذا تناولنا سبع تمرات وتناولنا بعدها مادة سامة لا يعنى أن هذا السم لن يؤثرا بل إذا فعلنا ذلك فسوف تكون كمن يلقى بنفسه إلى التهلكة ..

ولذلك ينبغي أن نفهم الحديث على أن التمر يؤثر على السموم فى الجسم فيخفف من تأثيرها، ويكون التأثير فعالاً في حالة الحفاظ على سبع تمرات كل يوم.

كما أمرنا طبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. وينبغي أن نفهم من الحديث أيضا أن تناول كمية من التمر كل يوم بانتظام سوف يؤثر على الحالة النفسية فيجعلها أكثر استقرارا، والله أعلم.

وأخيراً :

أخي المؤمن إذا كنت ممن يشكون الوهن لا تتردد في تناول سبع تمرات عجوة كل يوم عملاً بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم فهذه التمرات السبع تزن تقريباً سبعين جراماً وإذا تناولتها كل يوم فإن هذا يعني أنك تتناول ۷۰ ملجم من الكالسيوم المفيد للعظام والمفاصل والأعصاب ويعنى أنك تناولت ٣٥ ملجم من الفوسفور المغذى للمخ والدماغ ويعنى أنك تناولت أكثر من ۷ ملجم من الحديد المقوى للجسم بشكل عام والقلب بشكل خاص بالإضافة الى فيتامينات أ ، ب ، ب/ ۲ ويحتوى أيضاً على الفلور المقاوم لتسوس الأسنان وبعض المعادن الهامة لسلامة الجسم ويحتوى التمر كذلك على عنصر السيلينيوم المقاوم للسرطان.

فهل تستجيب للهدى النبوي الشريف ؟