ظهرت نتيجة الثانوية العامة والأزهرية لهذا العام، ونجح مِن الطلاب والطالبات مَن نجح، وتعثر مَن تعثر، وفرح مَن فرح، وحزن مَن حزن، ولكن هناك البعض من الناس ينشر ثقافة اليأس والإحباط بين صفوف الطلاب الراسبين، بل حتى في نفوس الطلاب الناجحين المتفوقين، وذلك من خلال حُقن من الإحباط وإِبر من التثبيط وأقوال تصيب الشباب باليأس والقنوط كقولهم: “اللي تعلموا خدوا إيه؟ ليس هناك توظيف ولا تعيين، دي كلها (كُوسة)، دي كلها وسايط” وينسف هذه المحبطات وهذه المثبطات القانون القرآني الذي يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[التوبة: 120]، و{إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}[الكهف: 30].
يوسف عليه السلام لو تأثر بهذه المُحبطات وهو في قاع السجن، لأصيب باليأس حقيقة، حيث لا أمل ولا مستقبل ولا شيء أمامه ولكنه واثق بالله وبهذا القانون القرآني: {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[يوسف: 90]، فشمله وعد الله المحسنين وللمجتهدين مرتين: الأولى: لما مكنه الله من الأرض: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[يوسف: 56].
الثانية: لما مَكَّنه الله من إخوته وقالوا: {أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[يوسف: 90].
فلا تتكاسل أيها الشاب ولا تتكاسلي أيتها الطالبة، ولا تتذرعوا أيها الطلاب بمثل هذه المحبطات ولا بهذه المثبطات وكونوا جميعاً واثقاين بهذا القانون القرآني، وصابروا وثابروا {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[هود: 115]، وأن عملك وجهدك وتعبك لن يضيع عند الله.
اليوم أصبح التوظيف عالميا و(أُونلاين) وعلى الإنترنت وهذا يحتاج الى مجهود عالمي ودورات وكورسات وتحسين للقدرات وتطوير للمواهب والامكانيات؛ لتحقيق طموحاتك وأحلامك.
واسمع لقصة الطالب الذي تمنى أن يكون دكتورا وأن يكون طبيباً مشهوراً، ولكن أحوال بلده لا تساعده على تحقيق حُلمه؛ فبلده فقيره وتزداد فقراً وضنكاً بسبب الحروب الأهلية المستمرة، ومع هذا واجه التحديات وتصدى للعقبات حتى حقق حُلمه فأصبح دكتورا بل ووزيراً للصحة في دولته، بل ومديراً عاما لمنظمة الصحة العالمية د/ تيدرس هادانوم، والحكمة الإنجليزية تقول: No end for the sky””، أي لا نهاية للسماء، ولا نهاية للطموح، فلا عقبة حقيقية في سبيل تحقيق هدفك سوى اليأس والقنوط والكسل. إذَا مَا طَمَحْتُ إلِى غَايَةٍ … رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَالِ … يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَر