المناجاه بحروف الهجاء(١)

من ديوان أهل الذكر لسيدي برهان الدين أبو الإخلاص رضي الله عنه

يقدمها لكم : الشيخ السيد محمد البلبوشي
خويدم الطريقة الإخلاصية – خطيب بوزارة الأوقاف

 

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ العَظِيمَ الَّذِى لَاْ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَىُّ القَيُّومُ غَفَّارَ الذُّنُوبِ ذُو الجَلَالِ والإِكْرَامِ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ جَمِيعِ المَعَاصِى كُلِّهَا وَالذُّنُوبِ وَالآثَامِ ، وَمِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتَهُ عَمْدَاً وَخَطَأً ظَاهِرَاً وَبَاطِنَاً ، قَوْلَاً وَفِعْلَاً فِى جَمِيعِ حَرَكَاتِى وَسَكَنَاتِى وَخَطَرَاتِى وَأَنْفَاسِى كُلِّهَا دَائِمَاً أَبَداً سَرْمَدَاً مِنَ الذَّنْبِ الَّذِى أَعْلَمُ وَمِنَ الذَّنْبِ الَّذِى لَاْ أَعْلَمُ عَدَدَ مَا أَحَاطَ بِهِ العِلْمُ وَأَحْصَاهُ الكِتَابُ وَخَطَّهُ القَلَمُ ، وَعَدَدَ مَاْ أَوْجَدَتْهُ القُدْرَةُ وَخَصَّصَتْهُ الإِرَادَةُ وَمِدَادَ  كَلِمَاتِ اللَّهِ كَمَا يَنْبَغِى لِجَلَالِ وَجْهِ رَبِّنَا وَجَمَاَلِهِ وَكَمَاَلِهِ وَكَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى .

 اللَّهُمُّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِ اللَّهِ العَظِيمِ الَّذِى مَلَأَ أَرْكَانَ عَرْشِ اللَّهِ العَظِيمِ ، وَقَامَتْ بِهِ عَوَالِمُ اللَّهِ العَظِيمِ ، أَنْ تُصَلِّـىَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ ذِى القَدْرِ العَظِيمِ ، وَعَلَى آلِ نَبِىِّ اللَّهِ العَظِيمِ بِقَدْرِ عَظَمَةِ ذَاتِ اللَّهِ العَظِيمِ فىِ كُلِّ لَمْحَةٍ وَنَفَسٍ عَدَدَ مَافِى عِلْمِ اللَّهِ العَظِيمِ ، صَلَاةً دَائِمَةً بِدَوامِ وَجْهِ اللَّهِ العَظِيمِ ، تَعْظِيمَاً لِحَقِّكَ يَامَوْلَانَا يَامُحَمَّدُ يَاذَاْ الخُلُقِ العَظِيمِ ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَاجْمَعْ بَيْنِى وَبَيْنَهُ كَمَا جَمَعْتَ بَيْنَ الرُّوحِ وَالنَّفْسِ ظَاهِرَاً وَبَاطِنَاً ، يَقَظَةً وَمَنَامَاً ، وَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ يَارَبِّ رُوحَاً لِذَاتِى مِنْ جَمِيعِ الوُجُوهِ فِى الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ يَاعَظِيمُ .

 حَرْفُ الهَمْزَةِ

       اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ النُّورَ وَالهُدَى وَالأَدَبَ فِى الاقْتِدَا ، إِلَهِى أَنْتَ الـمُجِيْبُ لِمَنْ دَعَاكَ وَالـمُغِيثُ لِمَنْ نَادَاكَ ، إِلَهِى أَنْتَ الـمُنْفَرِدُ بِالوَحْدَانِيَّةِ فِى إِيَّاكَ ، لَاْ مَعَكَ غَيْرُكَ وَلَاْ فِيكَ سِوَاكَ ، إِلَهِى أَسْأَلُكَ الفَنَاءَ فِى بَقَائِكَ وَالبَقَاءَ بِكَ لَامَعَكَ ، إِلَهِى أَنْتَ الَّذِى أَزَلْتَ الأَغْيَارَ مِنْ قُلُوبِ أَحْبَابِكَ ، وَ أَشْرَقْتَ الأَنْوَارَ فِى أَسْرَارِ أَوْلِيَائِكَ ، إِلَهِى أَشْرِقْ عَلَىَّ بَوَارِقَ أَنْوَارِكَ ، وَ افْتَحْ لِى كُنُوزَ أَسْرَارِكَ ، إِلَهِى أَ كْرِمْنِى بِشُهُودِ أَنْوَارِ قُدْسِكَ وَأَيِّدْنِى بِظُهورِ سُلْطَانِ أُنْسِكَ ، إِلَهِى أَسْعِدْنِى بِمُشَاهَدَةِ جَمَالِكَ وَأَلْبِسْنِى أَنْوَارَ جَلَالِكَ ، إِلَهِى إِنَّ نَاصِيَتِى بِيَدَيْكَ وَأُمُورِى تَرْجِعُ إِلَيْكَ وَأَحْوَالِى لَاْ تَخْفَى عَلَيْكَ وَأَحْزَانِى مَعْلُومَةٌ لَدَيْكَ ، إِلَهِى أَغِثْنِى بِأَلْطَافِ رَحْمَتِكَ مِنْ ضَلَالِ البُعْدِ ، وَاشْـمَلْنِى بِنَفَحَاتِ عِنَايَتِكَ فِى مَصَارِعِ الحُبِّ، إِلَهِى أَمَرْتَ بِالرُّجُوعِ إِلَى الآثَارِ فَأَرْجِعْنِى إِلَيْهَا بِكُسْوَةِ الأَنْوَارِ ، إِلَهِى أَيِّدْ ظَاهِرِى فِى تَحْصِيلِ مَرَاضِيكَ وَنَوِّرْ قَلْبِى لِلاطِّلَاعِ عَلَى مَنَاهِجِ مَسَاعِيكَ ، إِلَهِى أَطْلِقْنِى مِنْ سِجْنِ نَفْسِى وَخَلِّصْنِى مِنْ قَيْدِ حِسِّى ، إِلَهِى أَعْتِقْنِى مِنْ رِقِّ الأَغْيِارِ وَالوُقُوفِ مَعَ الأَطْوَارِ، بِرَحْمَتِكَ يَاعَزِيزُ يَاغَفَّارُ .

 حِرَفُ البَاءِ

       إِلَهِى بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلسَّائِلِينَ وَجُودُكَ مَبْذُولٌ لِلنَّائِلِينَ ، إِلَهِى بِبَابِكَ وَقَفْنَا وَبِتَقْصِيرِنَا اعْتَرَفْنَا وَمِنْ فَيْضِ فَضْلِكَ سَأَلْنَا فَجُدْ عَلَيْنَا بِرِفْدِكَ يَاجَوَّادُ يَاكَرِيمُ يَاوَهَّابُ .

       إِلَهِى بِبَدِيعِ جَمَالِكَ الَّذِى هَامَتْ بِهِ الأَحْبَابُ ، وَبِعَظِيمِ جَلَالِكَ الَّذِى خَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ ، وَبِسِرَّ سِرِّكَ الَّذِى أَقَمْتَ بِهِ نِظَامَ الـمَوْجُودَاتِ افْتَحْ لِى كَنْزَ الجَنَّةِ وَالعَرْشِ وَالَّذَاتِ وَامْحَقْنِى تَحْتَ أَنْوَارِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ ، إِلَهِى بَطَنْتَ وَظَهَرْتَ وَلَاْ عَنْكَ بَطَنْتُ وَلَاْ لِغَيْرِكَ ظَهَرْتُ ، فَأَشْهِدْنِى إِيَّاكَ بِكَ .

 حَرْفُ التَّاءِ

      إِلَهِى تَجَلَّيْتَ بِخَصَائِصِ التَّجَلِّيَاتِ وَتَسَمَّيْتَ فِى كُلِّ مَرْتَبَةٍ بِحَقَائِقِ الـمُسَمَّيَاتِ ، وَنَصَبْتَ العُقُولَ عَلَى دَقَائِقِ رَقَائِقِ غُيُوبِ الـمَعْلُومَاتِ ، فَأَطْلِعْنِى عَلَى حَقَائِقِ الأَشْيَاءِ وَدَقَائِقِ الأَشْكَالِ وَأَسْمِعْنِى نُطْقَ الأَ كْوَانِ بِصَرِيحِ تَوْحِيدِكَ وَتَغْرِيدِ سُحُورِ عَوَالِمِى بِتَنْزِيِهِ تَفْرِيدِكَ .

        إِلَهِى تَوَلَّنِى بِذَاتِكَ وَقَوِّنِى بِأَسْمَائِكَ وَصِفَاتِكَ ، إِلَهِى تَوِّجْنِى بِتَاجِ الكَرَامَةِ وَالوَقَارِ ، وَأَلِّفْ بَيْنِى وَبَيْنَ عِبَادِكَ الـمُقَرَّبِيْنَ الأَخْيَارِ ، إِلَهِى تُبْ عَلَىَّ تَوْبَةً تَقْطَعُ بِهَا أَزِمَّةَ الشَّهَوَاتِ مِنْ نَفْسِى وَأَزِمَّةَ المَعَاصِى مِنْ لُبِّى وَحِسِّى .

حَرْفُ الثَّاءِ

       إِلَهِى ثَبِّتْنِى عَلَى صِرَاطِكَ السَّوِىِّ ، وَاسْبَحْ بِى فِى كَوْثَرِ النُّورِ المُحَمَّدِى وَأَفِضْ عَلَىَّ جَوَاهِرَ أَسْرَارِ البَحْرِ الأَحْمَدِىِّ .

حَرْفُ الجِيمِ

       إِلَهِى جَرِّدْنِى عَنْ صِفَاتِ ذَوَاتِ الهَزْلِ وَالجِدِّ ، وَخَلِّصْنِى مِنَ العَدِّ وَالحَدِّ ، وَأَلْبِسْنِى سُبْحَةَ الحَمْدِ

وَالمَجْدِ ، إِلَهِى جَمِّلْنِى بِأَنْوَارِ جَمَاَلِكَ وَلَطَائِفِ أَسْرَارِ ذَاتِكَ ، إِلَهِى جُدْ لِى بِالمَحَبَّةِ العُظْمَى وَالوِلَاْيَةِ الكُبْرَى وَالدَّرَجَةِ العُلْيَا .

 حَرْفُ الحَاءِ

     إِلَهِى حَقِّقْنِى بِحَقَائِقِ القُرْبِ ، وَاسْلُكْ بِى مَسَالِكَ أَهْلِ الجَذْبِ ، إِلَهِى حَلِّنِى بَاسْمِكَ الَّذِى لَاْ يَضُرُّ مَعَهُ شَئٌ مِنَ الذُّنُوبِ وَحَلِّنِى بِأَسْرَارِكَ الَّتِى خَبَّأَتَهَا فِى مَنِيعِ سُرَادِقَاتِ الغُيُوبِ .

 حَرْفُ الخَاءِ

     إِلَهِى خَصِّصْ سِرِّى بِأَسْرَارِ وَحْدَانِيَّتِكَ وَمَعَارِفِ أُلُوهِيَّتِكَ ، إِلَهِى خَلِّقْ نَفْسِى بِأَخْلَاْقِ رُبُوبِيَّتِكَ وَمِدَادِ أَنْوَارِ حَضْرَاتِ صَمَدَانِيَّتِكَ ، إِلَهِى خَطَبْتَ العُشَّاقَ إِلَى سَاحَاتِ حَضْرَتِكَ ، وَكَشَفْتَ اللِّثَامَ عَنْ بَدِيعِ حُسْنِكَ ، فَاطْلُبْنِى بِرَحْمَتِكَ وَأَغْرِقْنِى فِى بَحْرِ مَحَبَّتِكَ .

 حَرْفُ الدَّالِ

     إِلَهِى دَعَاكَ المُذْنِبُونَ فَوَجَدُوكَ طَبِيبَاً ، وَقَصَدَكَ التَّائِبُونَ فَوَجَدُوكَ حَبِيْبَاً ، وَرَغِبَ فِيكَ المُجْتَهِدُونَ فَوَجَدُوكَ مُجِيْبَاً ، وَسَأَلَكَ السَّائِلُونَ فَوَجَدُوكَ قَرِيبَاً ، وَهَانَحْنُ عَبِيدُكَ الوَاقِفُونَ عَلَى أَعْتَابِكَ الطَّامِعُونَ بِعِزَّةِ جَنَابِكَ ، فَلَاْ تَرُدَّنَا وَاسْتَجِبْ لَنَا كَمَا وَعَدْتَنَا يَاكَرِيمُ يَا مُجِيبُ يَا لَطِيفُ يَارَحْمَنُ يَاقَيُّومُ .

حَرْفُ الذَّالِ

     إِلَهِى ذُلِّى أَوْقَفَنِى بِبَابِكَ ، وَفَقْرِى طَرَحَنِى عَلَى أَعْتَابِكَ ، فَارْحَمْ ذُلِّى بِفَضْلِكَ وَأَغْنِ فَقْرِى بِوَصْلِكَ .