رسالة إلى أهل حلب

بقلم الدكتور الشيخ : محمد سعيد صبحي السلمو
( الأزهرى البابي الحلبي )

شاهدت شبابا يرقصون في الشوارع
فأردت أن أوصل هذه الرسالة إلى أهل حلب

يا أهل حلب… أفيقوا!

يا شعب حلب، يا من وطئت أقدامكم تراب التاريخ، وأوقدت سواعدكم شعلة المجد في ليل الزمان الطويل…

أما آن أن تستيقظوا من غفوة طالت؟ أما آن أن تتنبهوا لما يُراد بكم؟

حلب ليست مدينة كغيرها… إنها ثغر الإسلام، وحصنه المنيع، وموئل الفقهاء، ومهد العلماء، ومطلع البطولة.
كانت إذا ذُكر اسمها ارتجفت فرائص الغزاة، وإذا انتفضت ارتعدت فرائص الطغاة.

فمن ذا الذي أقنعكم أن الرقص في الشوارع حضارة؟ وأن الأراجيل في المقاهي هي سرّ السعادة؟
من ذا الذي بدّل الجدية لعباً، وأحالَ الجدّ هزلاً؟
من الذي أراد لكم أن تُصبحوا طيفاً باهتاً في مشهد الأمة بعد أن كنتم وجهها؟

إنها ليست مصادفة يا أهل العزم، بل مؤامرة ذات حلقات… لا محلية، بل أممية.
أُريد لحلب أن تُمسخ… أن تُفرغ من قادتها، أن تُبعد عن القرار، أن تُحاصر بين مطرقة الفقر وسندان التجهيل…

أرادوا لها أن تكون كما الغثاء، بعد أن كانت كما الجبال.

سقى الله تلك الأيام…
كنتَ تمشي في سوقها فلا ترى إلا رجالات الحزم، وعيوناً وقورة، وسواعد مشغولة بالبناء والعلم.
واليوم… ينظر الأعداء في التيك توك، فيرون نماذج لا تُشبه منبتها، ولا تعكس إرثها، ولا تشبه أهلها.
مرة يجعلون من حلب سريانية ، ومرة مسرحا للهو والرقص

أيها الحلبـي، أما علمتَ أنك من أرض الملحمة الكبرى؟ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فيخرج إليه جيش المدينة ) وهي حلب لقربها من مرج دابق
وقد علم الأعداء هذا فسعوا لتخريب المدينة عقائديا وعلميا

أما قرأت في كتب التاريخ أن الجيش الذي يفتح الأقصى ينطلق من هنا؟

أما تذكّرت نور الدين وصلاح الدين؟

تركت لكم صورة المنبر في المسجد الاموي في حلب الذي صنعه نور الدين زنكي ، وصنع له توأما حتى يوضع في المسجد الأقصى بعد فتحه


أما علمتَ أن حلقات الذكر التي يحاربونها اليوم، كانت الأمس منارات النصر؟
إنها حرب على الوعي، وغزوٌ لا يُرى بالسيف، بل بالهزل.

إنهم يُحاربون الجدية بالتفاهة، والعلم بالسطحية، والرجولة بالرقص.

فلا تُمكّنهم من نفسك، وكن كما كان سلفك…
وإلا ستُسأل يوماً: كيف انقلب المجد غفلة؟
وكيف صارت حلب، مهوى الطموح، مرتع اللهو؟!

لماذا يكون الإعلاميون والقياديون والوزراء وأصحاب القرار من كل مكان
ومن حلب يخرج أهل اللهو والرقص؟

استيقظوا قبل أن يكتب التاريخ فيكم سطور الندم…

ملاحظة: هذا الرقص في الشوارع ليس رقص أهل حلب
يوجد في حلب الرقص العربي ورقص الشيخاني ورقص الحكم بالترس والسيف في المناسبات وليس في الشوارع .

رقصات رجولة وقوة ، اليوم استبدلوا السيف والنبوت بالمناديل الورقية

هكذا يراد لكم يا أهل حلب
أن تتركوا سيوفكم وتستبدلوها بمناديل
أن لا يبقى منكم صوت قوي يدافع عن حقوق المدينة ، ويحذر أهلها مما يحاك لهم في الظلام من مؤامرات عالمية

ألا هل بلغت اللهم فاشهد