السيدة نفيسة عليها السلام هى سليلة بيت النبوة الأطهار وهى باب العلم الربانى والمعرفة اللدنية وهى مقصد السائرين وسيدة العارفين وباب الوصول لمن أراد السلوك فى ميدان العلوم والمعارف فكانت رضى الله عنها كثيراً ما توصى السائرين إلى الله بما يصلح أحوالهم وينير لهم طريق الوصول نذكر بعضاً من الوصايا التى وردت عنها فى المقال التالى :
تقول نفيسة العلوم رضى الله تعالى عنها وأرضاها
المفاتيح الثلاثة للسلوك مع الله تعالى :
اولهما الاستقامة :
اى يستقيم الانسان بكله مع الله بالقلب واللسان والعمل والمعاملة الصالحة فكانت تقول رضوان الله عليها الاستقامة زكاها الله تعالى بعد الايمان به فقال فى القران (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )
فكانت تقول الاستقامة هى الايمان بالله والعمل الصالح والبعد عن المحارم فمن استقام مع الله كان الكون بيده وفى طاعته
ثانيهما الامانة :
فكانت تقول فرحت بزوجى لانه كان معروفاً بالامانة وكانت تحذر وتقول اياكم ان تحصروا الامانة فى النقود والمال فقط بل الامانة معناها اشمل واوسع
فالزواج امانة والعقل امانة والاولاد امانة وحالك مع الله امانة ولقد خلقنا الله سبحانه وتعالى للامانة فقد قال تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا ) فالانسان اذا كان خارج الامانة فهو خارج عن الايمان والامان
ثالثهما الصدق والاخلاص :
فكانت تقول احفروا الصدق فى القلوب فان حفرتم الصدق فى القلوب فلن تكذب السنتكم ولن تكذب افعالكم واياكم ان تضعوا كل همكم فى صدق اللسان او صدق الافعال وقلبكم كاذب
فان اول واهم صدق هو صدق القلب فالانسان يجب ان يتعود على صدق القلب لانه متى صدق القلب فكل الباقى انعكاسا لهذا الصدق سواء اللسان او الافعال
رضي الله تبارك وتعالى عن السيدة نفيسة وعن سائر اهل بيت المصطفى وصلى الله وسلم على جدهم المختار المبعوث رحمة للعالمين ونفعنا الله بهم وجعلنا ممن يدخل فى زمرتهم وميدانهم