السبت , 27 أبريل 2024

حكم التوسل بالنبي ﷺ وبأولياء الله الصالحين؟

إن سيدنا رسول الله ﷺ قال فى حديث طويل (اللهم أغفر لأمي فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين) ذكره -الطبراني-الهيثمي-في الزوائد-فاطمة بنت أسد لأنها هي التي ربته،وهي زوجة أبى طالب وأم سيدنا علي رضى الله عنهم أجمعين، وهو يدفنها سأل الله بحقه وحق النبيين من قبله.!

فإن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أمر مشروع، جرى عليه المسلمون سلفًا وخلفًا، ولا يجوز إنكار ذلك؛ دل على ذلك ما أخرجه النسائي والترمذي وابن ماجه وغيرهم: (أن أعمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أُصِبتُ في بَصَرِي، فادعُ اللهَ لي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «تَوَضَّأ وصَلِّ رَكعَتَين ثم قُل: اللَّهُمَّ إني أَسألُكَ وأَتَوَجَّه إليكَ بنبيكَ مُحَمَّدٍ، يا مُحَمَّدُ، إنِّي أَستَشفِعُ بكَ في رَدِّ بَصَرِي، اللهم شَفِّع النبيَّ فِيَّ، وقال: فإن كان لكَ حاجةٌ فمِثلُ ذلكَ»، فرَدَّ اللهُ تعالى بصرَه

والتوسل بأولياء الله الصالحين جائز لأن النبى ﷺ قال : {إذا انفلتت ناقة أحدكم فى الصحراء فلينادى يا عباد الله امسكوا يا عباد الله امسكوا يا عباد الله امسكوا} الطبراني

ألم يسمعوا قول الله عز وجل : (( وَلَو أَنَهُم إذ ظلموا أَنفُسَهُم جاءُوك فاستغفروا الله واستغفرَ لهُمُ الرسولُ لَوَجَدوا الله تواباً رحيما )) سورة النساء .

فمن جاءه ووقف ببابه وتوسل به وجد الله تواباً رحيما ، لأن الله عز وجل منزه عن خُلْف الميعاد وقد وعد سبحانه وتعالى بالتوبة لمن جاءه ووقف ببابه وسأله واستغفر ربه ، فهذا لا يشك فيه ولا يرتاب إلا جاحد للدين معاند لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، نعوذ بالله من الحرمان.!

و روى البخاري عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن رجلاً جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يخطب على المِنبر يوم الجمعة وقال : يا رسول الله، هلك المال وجاع العيال، فادع الله لنا . فدعا النبي فنزل المطر مدة أسبوع فقال الأعرابي : تهدَّم البناء وغرِق المال، فادع الله لنا . فدعا فقال ” اللهم حَوالَيْنا ولا علينا ” فانزاح السحاب .

وجاء في البخاري عن أنس أيضًا أن عمر ـ رضي الله عنه ـ كان إذا قَحَطُوا استسقى بالعباس فقال : ( اللهم إنا كنا إذا أجدبْنا توسَّلنا إليك بنبيك فتُسقينا، وإنا نتوسَّل إليك بعمِّ نبينا فاسقنا، فيُسقَوْن) – البخاري-

وهذا دعاء أقره عليه جميع الصحابة لم ينكره أحد مع شهرته وهو من أظهر الإجماعات الإقرارية، ودعا بمثله معاوية بن أبي سفيان في خلافته لما استسقى بالناس فلو كان توسلهم بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد مماته كتوسلهم في حياته لقالوا كيف نتوسل بمثل العباس ويزيد بن الأسود ونحوها؟

إذا كان الصحابة يتوسلون بصحابة فكيف الوسيله بصاحب الوسيله؟؟

لم نسمع بصاحبي ولا تابعي أنكر التوسل برسول الله ولم ينكره الأئمة الأربعة حتى ظهر ابن( تيميه وتلميذه الألباني) فكفروا من يتوسل بسيدنا النبي (ﷺ)

وذكر القاضي عياض وابن حجر أن الخليفة المنصور لما حج وزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم سأل الإمام مالك قائلاً :  ( يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعوا أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال له الإمام مالك : ولِم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك ءادم عليه السلام الى الله تعالى ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *