السبت , 27 أبريل 2024

على منهاج النبوة قطوف من سيرة أبو بكر الصديق رضى الله عنه

بقلم الأستاذ :محمد جبريل

صحابة النبى صلى الله عليه وسلم هم القدوة وهم أهل الدين وأهل التقوى والصلاح فهم من حملوا راية الجهاد خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم من قاتلوا من أجل إعلاء كلمة الإسلام فلكل منهم قصة وحكاية ومنهجاً قويماً لو سارت عليه الأمم لصلحت أحوالها ولاستقام أمرها ففيهم نزل القرأن وفيهم تواترت الأحاديث ولعل أقربهم إلى النبى صلى الله عليه وسلم هو الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضى الله عنه

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 ” إنَّ أمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ ومَالِهِ أبو بَكْرٍ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِن أُمَّتي لَاتَّخَذْتُ أبَا بَكْرٍ، ولَكِنْ أُخُوَّةُ الإسْلَامِ ومَوَدَّتُهُ، لا يَبْقَيَنَّ في المَسْجِدِ بَابٌ إلَّا سُدَّ، إلَّا بَابُ أبِي بَكْرٍ. “

فكان سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه أشد الناس حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم :

 ” ما سبَقَكم أبو بكرٍ بكَثرةِ صَومٍ ولا صلاةٍ، ولكنْ بشَيءٍ وقَرَ في صَدْرِه “

وروى أنه لمّا مات أبو بكر الصدّيق رضى الله عنه و استخلف عمر رضى الله عنه كان يتبع آثار الصدّيق رضى الله عنه،و يتشبّه بفعله،فكان يتردّد كلّ قليل إلى عائشة و أسماء رضي اللَّه تعالى عنهما و يقول لهما “ما كان يفعل الصدّيق إذا خلا بيته،ليلاً؟ فيقال له:ما رأينا له كثير صلاة بالليل و لا قيام،إنّما كان إذا جنّه الليل يقوم عند السحر و يقعد القرفصاء،و يضع رأسه على ركبتيه ثمّ يرفعها إلى السماء و يتنفّس الصعداء و يقول: أخ،فيطلع الدخان من فيه،فيبكي عمر و يقول: كلّ شيء يقدر عليه عمر إلا الدخان

فيقول العبيدى المالكى عن هذا و أصل ذلك أن شدّة خوفه من اللَّه تعالى أوجبت احتراق قلبه،فكان جليسه يشمّ منه رائحة الكبد المشوي،و سببه أنّ الصدّيق لم يتحمل أسرار النبوّة الملقاة إليه
وقيل أنه كان يتحرق شوقاً إلى رؤية النبى صلى الله عليه وسلم فلم يتحمل مفارقة النبى صلى الله عليه وسلم هذه السويعات

ومن موقفه رضى الله عنه  يوم الرده
فمن شد ة حبه لدين الله وثباته بعد رسول الله مافعله مع المرتدين فلا هوادة ولا مساومة فيه، ولا تنازل، موقفاً ملهماً من الله، يرجع إليه الفضل الأكبر ـ بعد الله تعالى ـ في سلامة هذا الدِّين، وبقائه على نقائه، وصفائه، وأصالته، وقد أقرَّ الجميع، وشهد التَّاريخ بأنَّ أبا بكرٍ قد وقف في مواجهة الردَّة
وهذا قليل من كثير في حق خليفة رسول الله الصديق الأكبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *