الأربعاء , 24 أبريل 2024

السياسة جزء لا يتجزء من الدين


بقلم الأستاذ : أحمد قناوى

قبل أن نخوض فى هذا الموضوع الشائك أود أن أفتتح مقالى بهذه الأبيات التى تنسب إلى الشيخ الصوفى يونس إيمرة

ضاع المسلمين وباتوا ضلال

وصار الحرام في عرضهم حلال

وقارء القرأن مامن سامع له

والشيطان في حبهم دلال بدلال

وسكرو من خمرة الدنيا وعورتها

حتى ظنوا اللص ابن حلال

شيوخ ظنوا أنفسهم رسل

وهم على قلب الاهالي غمة ووبال

شرذمة من الناس يخرجون علينا فى الفضائيات وشبكات التواصل الإجتماعى يهاجمون الدين بشتى الطرق وبكل السُبل وبأساليب مختلفة وهدفهم من كل هذا هو إسقاط هيبة الدين وقداسته عند الناس مرددين عبارات ويطرحون قضايا شيطانية جميعها موجهة  نحو هدف  واحد وهو تنحية الدين عن كل مظاهر الحياه

ولعل من أخطر القضايا التى أحدثت فتنة فى مجتمعاتنا العربية فى الأونة  الأخيرة هى قضية فصل الدين عن السياسة وإبعاده عن كل مظاهر الحكم من الدستور والقانون الذى يسير الدولة متخذين فشل جماعة الأخوان الأرهابية التى تنتهج نهج الخوارج ذريعة لهذه الأفكار

إن جماعة الأخوان المحظورة لا تمثل الإسلام ولا تمثل السياسة الإسلامية فهى بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام ولم يكن هدفهم من الحكم سوى تحقيق مطامع شخصية والإستحواذ على السلطة والمال والنفوذ ولعل أكبر خطيئة أرتكبتها هذه الجماعة هى تطويع الدين لخدمة السياسة أى أنهم أستغلوا الدين والعاطفة الدينية عند البسطاء والعامة لخدمة مصالحهم السياسية والغرب يعرف تمام المعرفة أن تفتيت كلمة الدين لا تاتى إلا من الداخل عن طريق دعم هذه الجماعات وتمكينهم من الحكم ليظهروا صورة قبيحة ينسبونها إلى الأسلام ليتم تشويهه ويتم إستخدام المغرضين هذا الفشل كذريعة لهجومهم على كل ما هو إسلامى

إن الدولة التى أسسها الإسلام تعلمت منها الدنيا كلها معنى الإنسانية والمحافظة على الحياة البشرية وأرست القواعد الرصينة التى أسست دولة مكتملة البنيان سقطت على أيديها أعتى الإمبراطوريات والدولة الإسلامية هى من نشرت العلوم فى كل المجالات ونشروها بين الأمم لإفادة البشرية جمعاء والدولة الإسلامية هى من أرست قواعد حقوق الإنسان وكانت أكثر الأنظمة رحمة ورفقا بالرعية والتاريخ يبين لنا كيف رحب المصريون بالمسلمين الفاتحين ليخلصوهم من بطش وتجبر الرومان

إن الحرب الشعواء التى يشنها أتباع الشيطان ضد الإسلام ماهى إلا تعاليمات تأتى إليهم من الغرب الذى يعرف تمام المعرفة أن الأسلام الصحيح أشد خطرا على فساد أخلاقهم وأنه من ستزول به دولتهم وأفكارهم التى لوثوا بها العقول  وهو من سيخلص العالم من جبروتهم وظلمهم وفسادهم
حيث أنهم بكل فسادهم ومخططاتهم يهيئون العالم لإستقبال فتنة المسيخ الدجال

أيها الأخوة القراء إن الشر المستطير الذى يحاك لديننا يجب أن ينعكس أثره علينا فيجب أن نعى تمام الوعى أننا فى زمن الملاحم الكبرى وأن العالم يستعد لظهور علامات الساعة الكبرى وأننا على مقربة من زمن الإمان المهدى الذى سيملئ الأرض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا فهو نصير الضعفاء والرحيم بالمساكين  الذى قيل فيه ما قامت فتنة إلا وقد إنطفأت على يده فيجب علينا أن نهيئ أنفسنا لإستقبال هذا الإمام العظيم بإصلاح أحوالنا حتى ينجينا الله من الفتن ويجعلنا من أتباعه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *