ثلاثة أخطاء نقع فيهم عندما نقرأ التاريخ

 

بقلم : الأستاذ مازن أبو الفضل مدرب تنمية ذاتية وتنمية مهارات

 

إن قراءة التاريخ ليست حكايات تحكى للتسلى ولسد وقت الفراغ وإنما يقرأ التاريخ ليأخذ منه العظة والعبر فقصص السابقين دائماً ما تحمل رسائل يستفيد منها الحاضرين ويتعلموا منها ولكننا حينما نقرأ التاريخ دائماً مانقع فى الأخطاء :٠

الخطأ الأول : هو إعتبارالتاريخ عبارة عن تراث لا علاقه لنا به، لا يخصنا ولن يفيد واقعنا والنظر فيه رجعية وتخلف.

الخطأ الثاني : هو فصله عن إرهاصاته وتأثيراته، ما الذي أدى للحدث وماذا كانت آثاره في الزمان والمكان.

الخطأ الثالث : هو قرائته من المنظور العسكري فقط وليس من المنظور الفكري والقيمي.

إن النظرة الواقعيه والصحيحه للتاريخ هي أن ننظر له كتمهيد للحاضر، أن نفهم فلسفته، أن نتسائل لماذا، ونفهم الدوافع العقائدية التي كانت وراء حركته وتأثيرات، والأهم والضروري إسقاطات الحدث التاريخي على واقعنا.

خذ مثلاً حركة سيدنا الحسين ومعركة كربلاء كمثال فلا يمكن إختزال الموضوع في انه حدث مؤسف وهو أن ابن النبي صلى الله عليه وسلم قد أستشهد في معركة ضد حشد من جيش الحاكم.

فهذه قراءة عاطفية لا يمكن أن نركن إليها وأيضاً القول بإنتصار الفكرة ليس بالسيف بل بالإصرار والموقف هذه أيضاً ليست قراءة دقيقه.

كل هذه قراءات سطحية تحجم الموقف وتختزله وتغلق عليه الباب بلا أي إفاده أو نظر على عكس التوجيهات القرآنيه بالنظر والتمعن وتدبر الأمور وإنتزاع المعاني.

ولذالك فإن القراءة الواقعية والنافعة لأبناء جيلنا لحركة سيدنا الحسين وخروجه إلى كربلاء هي ربطها بواقع المقاومه في واقعنا وتعاطي النظام العالمي مع قضية فلسطين فدعم المقاومه سيكون له طعم ودافع أكبر بعد فهم كربلاء، والتفكير بذهنية “مثلي لا يبايع مثله”

فالأحرار في فلسطين لا يقاوموا من أجل مُلك دنيوي، بل من أجل الناس، ومن أجل إحقاق الحق، مثل سيدنا الحسين وأكابر الأمه عندما قالوا لا ليزيد حتى يعيش الناس في محيط يساعدهم أن ينموا ويتطوروا ليكونوا أفضل ما يمكن.

إن أهل فلسطين يقاومون الظلم لإن هذه حقيقته، حتى إذا قال العالم بالعكس أواعتبروه أمراً عادياً، أو أن هذا ما ورثناه عن آبائنا .

فبعد قرون من إستشهاد الحسين هل استوعب أحد الدرس هل وقفنا في صف المُستضعفين؟

بعد قرون تقف فلسطين كابن بنت النبي في الميدان تحيط بها أشلاء عيالها وتصرخ أما من ناصر ينصرنا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *