الامام المهدى والاحداث التى تسبق ظهوره

بقلم : الأستاذ الدكتور الشيخ محمد عبدالله الأسوانى

سلسلة علوم أخر الزمان :

إن الامام المهدى عليه السلام ، ذلك الرجل الذى سيخرج فى امة الاسلام فى آخر الزمان سيجدد الاسلام بعد ان درس ويحي الله به أمة قد ظن الجميع انها قد ماتت، وينصر المستضعفين والضعفاء ويقيم العدل فى العالم، واظن انه لن يقيم العدل للمسلمين فقط ولكنه سيقيم العدل لجميع الامم وستحبه جميع الامم المظلومة ليس فقط المسلمين بل سيحبه وسيمجد اسمه جميع الامم التى تتوق الى العدل والى الرحمة والى المساواة رغم ان هذا الرجل قد نستطيع ان نقول انه بعث بالحرب.
هذه الشخصية عندما تنظر اليها كأنما تنظر الى شخصية النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى اخلاقه وفى معاملاته وفى فكره الذى يتسم بالرحمة مع عدم الليونة مع الظالمين فى هذا العالم.

وهذه الشخصية سيحبها الجميع فى آخر المطاف فمنهم من سيحبها من أول وهلة ومنهم من سيحبها بعد ان يرى صنائعها فى المعروف والخير والبر والتقوى.

وشخصية الامام المهدى لابد ان تكون ذات دين وورع وزهد ومحبة واخلاص، ومحاولة لمساعدة كل من يحتاج اليه فهو يمد يد العون للجميع فهذه هى الشخصية المحمدية المصطفاة.

ولابد ان يسبق ظهور الامام المهدى ظهور احداث معينة ذكرتها الاحاديث النبوية والاثار والنبوءات، وهى كثرة الظلم والفساد والقتل وفساد أمر الناس والنزاعات فيما بينهم، فاذا تحققت هذه الاحداث فلابد ان ندرك ان ظهور هذا الامام اصبح وشيكاً على الابواب.

وعندما نتناول احداث اخر الزمان فاننا لابد ان نتناول بالفحص والدرس الكتب السماوية السابقة، لاسيما وانه قد ورد بها جانباً كبيراً من النصوص التى اشارت الى ما سيحدث فى آخر الزمان ، فاذا ربطنا ما ذكر فيها من هذا العلم بما عندنا من الاحاديث النبوية المطهرة والاثار والعلوم، نكون بذلك قد جمعنا صورة كاملة لما سيدور فى اخر الزمان من احداث.

فالانجيل تكلم عن الامام المهدى الذى سوف يظهر، وخصوصاً انه سيواكبه ظهور المسيح عليه السلام فلابد ان الانجيل يكون قد ذكر ذلك رواية عن عيسى عليه السلام ، فمن الضرورى ان المسيح عيسى عليه السلام قد تكلم عما سيحدث فى اخر الزمان مع بعض من حواريه.

وكذلك اشارت الى احداث اخر الزمان الاحاديث والاثار الواردة فى الاسراء والمعراج ، فالنبى صلى الله عليه وسلم عندما سئل ابراهيم عليه السلام عن الساعة أخبره انه ليس له علم بها ، وكذلك موسى عليه السلام ، الا انه عندما سئل المسيح اخبره ان يعلم امارتها ولكن لا يعلم وجبتها ـ اى انه يعلم الاحداث السابقة على قيام الساعة ولكنه لا يعلم الوجبة يعنى تاريخ وقوع القيامة بالوقت التى ستقوم عليه بالتحديد لأن ذلك اختص الله تعالى وحده بمعرفته.

فالكتب السماوية السابقة تكلمت عن هذه الاحداث ، والتوارة فى كثير من اسفارها تكلمت عن الاحداث المواكبة لظهور المهدى ونزول المسيح عليه السلام لان لليهود دور في هذه الاحداث ، ولأن هذه اعظم ملحمة سيقوم بها الامام المهدى هى مع اليهود وسيفتح الله تعالى القدس على يديه ، واليهود يعلمون ذلك على وجه اليقين من خلال دراستهم للتوارة ، وكذلك انبياء بنى اسرائيل قد تكلموا عن اشراط الساعة كالنبى اشعياء وغيره منهم تكلموا عن الاحداث السابقة على الساعة وكذلك الامور التى ستؤدى الى ظهور الامام المهدى عليه السلام.

فالاحداث التى تحدث فى زماننا تدل على ظهور الامام المهدى من ظهور الفتن الفرقة وانفراط امر الناس وتشتت الناس فى الدين ، فالناس اصحبوا تائهين فى امر دينهم، فكثير منهم لا يعرفون ممن يأخذون امر دينهم ، واصبحت هناك بلبلة فى الافكار ومراجعة لجميع النظريات ، وسخط وعدم رضا عام فى جميع البلاد وفى جميع الاديان وبلا استئثناء ، كل هذا يقودنا الى اننا على شفا هذا الامر.

هل اخبر النبى صلى الله عليه وسلم عن شئ يدلنا على ذلك؟
نعم اخبر النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى ذكر فيه النبى صلى الله عليه وسلم عمر امته ، وهو ان الله اعطاه يوم وزاده نصف يوم ، واليوم هو الف سنة ، ونصف اليوم هو خمسمائة عام ونحن قريب من هذا الزمن فى الوقت الحالى الذى نعيشه، والاحداث التى تدور تدلنا على قرب ظهور هذا الامام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *