سلسلة الاعجاز الطبى في القرآن الكريم والسنة اعداد الاستاذ الدكتور عبد الحميد محمد صديق استشارى الجراحة العامة
الثوم والإسهال الميكروبي ومرض التيفود :
كما ثبت أن مركبات الثوم لها تأثير قاتل على كثير من الميكروبات التي تصيب الأمعاء وتسبب الإسهال كما يفيد الثوم في مقاومة العدوى بمرض التيفود وقد دعا هذا إلى استحضار دواء من الثوم لعلاج هذه العدوى الخطرة عقار الأنيودول.
الثوم كمضاد حيوي للبكتريا :
لا يجب أن نتوقع أن يكون مفعول الثوم كمضاد حيوي مشابهاً المفعول المضادات الحيوية الحديثة فهو لاشك مفعول بطئ وضعيف نسبياً.
لذا لا يجوز الاعتماد على الثوم كمضاد حيوي في حالات العدوى الحادة مثل الالتهاب الرئوي على سبيل المثال، وإنما يمكن استخدامه كمضاد حيوي في حالات العدوى الخفيفة أو المزمنة مثل: التهاب الحلق أو اللوزتين والتهاب الجيوب الأنفية والإسهال الميكروبي والتهاب المثانة البولية.
لماذا نتمسك بالثوم فى حين أن هناك عشرات المضادات الحيوية الحديثة؟
إن الثوم يتميز عن هذه المضادات الحيوية في كونه خالياً من الأضرار الجانبية مما يسمح بتكرار استخدامه لفترات طويلة بأمان، وهذه الميزة لا تتوفر للمضادات الحيوية الكيماوية والتي تتميز عادة بأضرار جانبية كبيرة.
كما أن الثوم من ناحية أخرى يتميز بمجال واسع جدا كمضاد حيوي يقاوم العدوى بمعظم أنواع البكتريا الموجبة الجرام والسالبة الجرام كما أن استخدام الثوم لا يتسبب في حدوث مشكلة “المقاومة والتي تحدث مع معظم المضادات الحيوية وهذا بمعنى مقاومة الميكروب للمضاد الحيوي مع تكرار استخدامه وعدم تأثره به وكأنه اكتسب مناعة ضده.
فلقد ثبت في أنابيب الاختبار أن هذه المشكلة لا تحدث مع تكرار استخدام الثوم كمضاد لبعض أنواع البكتريا
الثوم كمضاد للفطريات والخمائر :
قد يكون مفعول الثوم المضاد للبكتريا ضعيفاً نسبياً لكن مفعوله المضاد للفطريات والخمائر مفعول قوى وواضح الأثرفالثوم يمكن استخدامه بنجاح في حالات عديدة ناتجة عن العدوى بالفطريات أو الخمائر مثل : تينيا القدم – قدم الرياضي والتهاب المهبل الناتج عن العدوى بالخمائر أو الكانديدا وفطريات الرأس مثل الدودة الحلقية.
وتعد العدوى بالكانديدا من أبرز تلك الحالات التي ينجح الثوم في علاجها، وهذه الحالة واسعة الانتشار بين النساء ومن أسبابها استخدام مضادات حيوية واسعة المجال لفترة طويلة حيث أنها تقضى على البكتريا مما يتيح الفرصة لانتعاش وتكاثر الخمائر. ويذكر أحد الباحثين أن مفعول الثوم المضاد للكانديدا يكاد يتساوى مع مفعول العقاقير الشائعة المضادة للفطريات والمستخدمة لعلاج هذه الحالة.
تتناول الثوم كمضاد حيوي :
حتى ينجح الثوم في مقاومة العدوى البكتيرية أو الفطرية يجب استخدامه بجرعات كبيرة نسبيا، فيجب تناول عدة فصوص على مدار اليوم. ولكي يعمل الثوم كمضاد حيوي يجب استخدامه نيئاً، أما الثوم المطبوخ فإنه يفتقد لخاصية المضاد الحيوي ولكن لماذا ؟
لقد وجد أن المادة الفعالة بالثوم والتي تعمل كمضاد حيوي للبكتريا والفطريات هي مادة الألين ولكي يتحقق مفعول هذه المادة فإنه يجب خدش أو مضغ فصوص الثوم، لأن ذلك يؤدى لحدوث تفاعل يسفر عن تحول هذه المادة إلى مادة نشطة تسمى الأليسين بفعل أنزيم اللينز Allinase ولذا فان الثوم المطبوخ لا يجدى عادة استخدامه كمضاد حيوي.