سلسلة أولياء الأمة المحمدية سيرة سيدى العارف بالله عمران بن أحمد عمران
29 أغسطس، 2024
أولياء أمة محمد
حرصاً من مجلة روح الإسلام على تتبع سير أولياء مصر فهم أصل الشعب المصرى نستكمل سير الصالحين وسيرتنا فى هذا المقال مع سيدى العارف بالله تعالى الشيخ عمران بن أحمد عمران الشاذاى المالكى
نسبه:
هو سيدى عمران بن أحمد بن عمران المالكي مذهباً ، السيوطي بلداً ، الشاذلي مشربا الحسني نسبا وشرفا ، رضي الله تعالى
مولده : ونشأته :
ولد تقريبا في ربيع الأول في الثاني عشر منه سنة ١٨٨٨ م وسبحان الله بينه وبين جده صلى الله عليه وسلم موافقة عجيبة في تاريخ المولد والوفاة والسن ، فقد انتقل إلى جوار ربه أيضا في الثاني عشر من ربيع الأول سنة 1953 م عن ثلاثة وستين سنة ، رحمه الله رحمة واسعة
ولد ببلده كوم ابو شيل بمركز ابنوب بمحافظة أسيوط ونشأ بها يتيما رحمه الله وانتقلت به والدته إلى أسيوط حيث تعلم هناك وأقام في حي الحمراء هناك ، وله مسجد يعرف باسمه ، ثم انتقل رحمه الله إلى قرية كوم أبو شيل وبها توفي وقبر رحمه الله ، بعد حصوله على الشهادة الثانوية الأزهرية ، وربى بها أجيالا ورجالا ، فأصلح الله تعالى شأن الناس على يديه بالوعظ والإرشاد والنصيحة وصاروا من مريديه وتلامذته حتى خرج منهم العلماء بعد ذلك.
حياته وتصوفه :
كان من أكابر أهل العلم معروف عند الأكابر منهم في زمانه مشهور بينهم بالفضل والصلاح والعلم ومن مقتطفات حياته بعض ما ذكره في مذكراته التي لم يتمها بسبب انتقاله إلى جوار ربه يقول رحمه الله بعد الحمد والثناء على الله تعالى :
وبعد ، فيقول أفقر خلقه لرحمته عمران أحمد عمران المالكي مذهبا الشاذلي طريقة : لقد من الله على عبده الفقير بالاندماج في طريق قطب الوجود سيدي على أبي الحسن الشاذلي فتلقيتها من ساداتها وكان شيخي ومربي روحي الذي أنتسب إليه ولي الله السيد محمد عبد الرحمن الشنواني المنفلوطي إذ علي يديه وببركة توجيهاته ونظراته وفقت لأوراد أهل الطريقة وأحزاب قطب الوجود.
وقد فتح الله على يدي كثيرا من بلاد المسلمين فلهجت بذكر الله في شمال القطر وجنوبه حتى دخلت طريقنا السودان وكنت ولم أزل يغلب على قلبي الخوف حتى لا أعتقد أنني ممن صح إسلامهم وأفضل ممن تلقوا عني في الله وإن كانوا جاهلين ولا يخطر على بالي أني ناج إلا إن تفضل الله ، ومع ذلك لا شيء عندي أهم من أورادي وديني وربي ، أجتهد أن أتقي الله.
وقد تم لي ما ينوف عن ثلاثين سنة لم أجمع بين فرضين وأنا صحيح أبدا ، أرى دوائي في العزلة وأكره الاختلاط بالناس إلا بقدر الضرورة لما في ذلك من تعويقي عما أريد ، ولقد كنت أقف عند الأمور حتى كت إذا رأيت منكرا يعتريني ضيق في التنفس وغضب وكراهة ولا أرجع حتى أرد العصاة جهدي ، أرى في جلوسي إلى أهل الدنيا الغافلين مصيبتي وداهيتي إلا أن وعظتهم ، ولقد كنت إذا رايت متختما بالذهب ربما عرتني رعدة ، أما نارك الصلاة فقد كنت أهجره وأقاومه ، ولم يكن شيء عندي أحب إلي من شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقد مضى علي زمن لا أنام بعد العشاء إلا ساعتين وثلثي ساعة ثم أقوم فأتهجد
وكنت أغتم وأحزن إذا أكلت بشهوة وربما عوتبت مناما وكذلك إذا قصرت في أورادي أو خرج من فمي ما لا يصح مني حتى كنت أرى في نومي ذباب مجتمعا على فمي ، ولقد مضى على زمن كنت إذا أكلت طعام رجل مخلط في رزقه أتقيؤه حتى مرضت جدا من التقيؤ وكذلك إذا هم أهل بيتي أن يأتوا بملح مثلا من بيت المخلط أغضب غضبا شديدا عليهم فأقسم يمينا أني لا آكل الطعام الذي يضعون به هذا الملح
ولم أزل للآن لا أقبل أن أذكر أي إقامة حلق الذكر وقراءة المولد النبوي عند أرملة أو يتيم إلا بشرط أن يكون النور أي الطعام وغيره مما يقدم في نهاية هذه المجالس وغيره من عندنا حتى لا نتعطى شيئا من الأرملة أو اليتيم.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
بقلم الاستاذ : احمد عبد الحميد العمرانى الشاذلى.