لاتيٲس معك الاستغفار من الله والصلاة علی النبي

مهما كانت الضغوط كثيرة ومهاجمة النفس والشيطان شرسة ودواعي الشر قوية وفوق طاقتك البشرية لا تركع ولا تسلم نفسك قاطبة لٲهواء غيرك، ولا تخضع لفرض مخططات مدبرة لتدميرك واستئصالك من الجذور لٲنك معك سلطان قوي ومكسار دقاق يفكك دواعي ٲعدائك الشريرة.
لولا ذلك السلطان المعنوي ليهلك العبد في طرفة العين:

قال تعالى ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ﴾ [ سورة الرعد: 11]

مهما كان العبد ناضجا وقطع سير وسلوك الوصول الى الله تعالی بحاجة ٳلی عون الله وهمته السرمدية، فسيدنا يوسف- عليه السلام- قد صرح بذلك :

قال تعالى ﴿ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ ۖ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ۚ كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ (24)يوسف
وصارت هذه القصة معمولة بها من لدن زمانه-عليه السلام- ٳلی يومنا هذا بل ٳلی انقضاض العصر والٲوان.

ٲيها السالك العاقل ٳن ٲسباب الانتصار كثيرة ولكن ٲفضل الدفاع شيئان:

الٲول: الاستغفار، كثيرا كرِ٘ر صيغة(ٲستغفرالله، ٲستغر الله، ٲستغفر الله) والجدير بالذكر كلما تقول تلك الكلمة القيمة الثمينة تجِدُ حلاوة الايمان وتجدد عهدك مع مولاك الله جل جلاله، كما تلئلٲ تلك الكلمة علی لسانك يتزود قلبك للتفكير ولسانك لذكر الله جل وعلا وسائر جوارحك للوقوف تجاه هجوم ٲعدائك الخارجة عن الشعور من النفس والشيطان كما قال سبحانه:

قال تعالى ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64)النساء
فالاستغفار فضلا جوانبه المعنوية يفتح علی ملازميه خيرات الدنيا من الاولاد والاموال والثروات الهائلة، وقال سبحانه علی لسان نبيه ورسوله وخليفته علی الٲرض سيدنا نوح- عليه السلام:

قال تعالى ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (۱۰) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا(۱۱) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10- 12]

وكذلك قال سبحانه علی  لسان نبيه الآخر- عليه السلام:

﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3)هود

الثاني: ٳهداء الصلاة والسلام وٳرسالهما ٳلی روح من سبح علی يديه الحجر وسحد له الشجر وشهد لنبوته الحيوان وشكی ٳليه البعير، ونعلم ٲن الصلاة والسلام علی حبيبنا المصطفی-صل الله عليه وسلم- من جملة المٲمورات بها في محكم كتاب الله العزيز:

قال تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)الٲحزاب.

وكذلك حضرة الرسول- صل الله عليه وسلم- ٲكد علی ذلك في ٲحاديث كثيرة، ونحن نشير ٳلی واحدة منها:

( عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا) رواه مسلم (384)

ويا ٲسفی ٳن قلة من الٲمة تعيش مع هاتين الكلمتين: ٲستغفر الله) و( صل الله وسلم علی النبي محمد وآله)
فهاتان الكلمتان مدرسة روحية تربي طالبيها وسالكيها.

الكاتب والباحث الصوفى الكردى الدكتور :
عبدالكريم فتاح أمين
جامعة الحلبجة / كلية نريية الشهزور / قسم تنمية البشرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *