النفس على اعتبار تأثرها بالمجاهدات في سبع مراتب:
الأولى: النفس الأمارة
وهي: التي تميل إلى الطبيعة البدنية وتأمر باللذات والشهوات الممنوعة شرعاً، وتجذب القلب إلى الجهة السفلية، فهي مأوى الشرور، ومنبع الأخلاق الذميمة، كالكبر، والحرص، والشهوة، والحسد، والغضب، والبخل، والحقد، وهذه المرتبة لغالب النفوس قبل المجاهدة.
الثانية: النفس اللوامة
وهي: التي تنورت بنور القلب، فتطيع القوة العاقلة تارة، وتعصي أخرى، ثم تندم فتلوم نفسها، وهي منبع الندامة لأنها مبدأ الهوى والعثرة والحرص.
الثالثة: النفس المطمئنة
وهي: التي تنورت بنور القلب حتى تخلت عن صفتها الذميمة، واطمأنت إلى الكمالات، ومقامها مبدأ الكمال، متى وضع السالك قدمه فيه عُدَّ من أهل الطريق لانتقاله من التلوين إلى التمكين، وصاحبها سكران هبت عليه نسمات الوصال، يخاطب الناس وهو عنهم في بعد من شدة تعلقه بالحق تعالى.
الرابعة: النفس الملهمة
وهي: التي ألهمها الله العلم والتواضع، والقناعة والسخاوة ، فلذا كانت منبع الصبر، والتحمل، والشكر.
الخامسة: النفس الراضية
وهي: التي رضيت عن الله تعالى كما قال الله تعالى {ورضوا عنه} وشأنها التسليم والتلذذ بالحيرة كما قيل:
زدني بفرط الحب فيك تحيُّراً وارحم حشاً بلَظى هواك تَسَعّرا
السادسة: النفس المرضية
وهي: التي رضي الله تعالى عنها، ويظهر فيها أثر رضاه تعالى، وهو الكرامة، والإخلاص، والذكر، وفي هذه المرتبة يضع السالك القدم الأول في معرفة الله تعالى حق معرفته، وفيها يظهر تجلي الأفعال.
السابعة: النفس الكاملة
وهي: التي صارت الكمالات لها طبعاً وسجية، ومع ذلك تترقى في الكمال، وتؤمر بالرجوع إلى العباد لإرشادهم وتكميلهم، ومقامها مقام تجليات الأسماء والصفات، وحالها البقاء بالله، تسير بالله إلى الله، وترجع من الله إلى الله، ليس لها مأوى سواه