اثبات العلماء نجاة والدى النبى صلى الله عليه وسلم 2

ونستكمل أقوال العلماء فى نجاة والدى المصطفى صلى الله عليه وسلم :

الإمام ابن شاهين أشار إلى ذلك في كتابه ( الناسخ والمنسوخ) :

قال الامام السهيلى رحمه الله ليس لنا ان نقول ان ابوى النبى صلى الله عليه وسلم فى النار لقوله عليه السلام « لا تؤذوا الاحياء بسبب الاموات » والله تعالى يقول { ان الذين يؤذون الله ورسوله } الآية يعنى يدخل التعامل المذكور فى اللعنة الآتية ولا يجوز القول فى الانبياء عليهم السلام بشئ يؤدة الى العيب والنقصان ولا فيما يتعلق بهم.- الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي ، اختار أن الله أحيا الأبوين فآمنا بالرسول ، وذلك في كتابه ( مورد الصادي في مولد الهادي ) ،وأنشد :

حبا الله النبي مزيد فضل = على فضل وكان به رؤوفا

فأحيا أمه وكذا أباه= لإيمان به فضلا لطيفا

فسلم فالإله بذا قدير = وإن كان الحديث به ضعيف

 شيخ الإسلام شرف الدين المناوي :

وقد نقل عنه السيوطي أنه سئل عن والد النبي صلى الله عليه وسلم : هل هو في النار ؟ فزأر السائل زأرة شديدة ، فقال له السائل : هل ثبت إسلامه؟ فقال : إنه مات في الفترة ، ولا تعذيب قبل البعثة . ا هـ ([1])

 الإمام السيوطي الشافعي  , ألف ست رسائل طبعت بالهند سنة 1334هـ،وهي :

  1. « مسالك الحنفاء في والدي المصطفى»
  2. «الدرج المنيفة في الآباء الشريفة»
  3. «المقامة السندسية في النسبة المصطفوية»
  4. «التعظيم والمنة في أن أبوي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة»
  5. «نشر العلمين المنيفين في إحياء الأبوين الشريفين»
  6. «السبل الجلية في الآباء العلية»

 الحافظ زين الدين العراقي في مورده الهني ومولده السني:

حفظ الإلـه كرامــةً لمحمدٍ……ءاباءهُ الأمجادُ صوناً لاسمهِ

تركوا السفاح فلم يصيبهم عاره… من ءادمٍ وإلى أبيـهِ وأمـهِ

 الحافظ ابن سيد الناس :

قال في سيرتة رُوِيَ { أَن عبد الله بن عبد المطّلب وآمنة بنة وهب أبوي النبي صلي الله عليه وسلم وان الله تعالي أحياهما له فامنا به وروي ذلك ايضاً في حق جده عبدالمطلب

ثم قال : وهو مخالف لما أخرجة أحمد عن أبي رزين العقيلي قال: : { قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيْنَ أُمِّي فَقَالَ أُمُّك فِي النَّارِ قُلْتُ فَأَيْنَ مَنْ مَضَى مِنْ أَهْلِكَ قَالَ أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ مَعَ أُمِّي }

ثم قال: وذكر اهل العلم في الجمع ما حاصله أن من الجائز ان تكون هذه درجة حصلت له عليه الصلاة والسلام بعد أن لم تكن أن يكون الأحياء والأيمان متاخراً عن ذلك فلا معارضة

 الامام الشهاب الخفاجي رحمه الله : ([2])

لِوَالِدَيْ طَه مَقَامٌ عَلَا = فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ وَدَارِ الثَّوَابِ

وَقَطْرَةٌ مِنْ فَضَلَاتٍ لَهُ = فِي الْجَوْفِ تُنْجِي مِنْ أَلِيمِ الْعِقَابِ

فَكَيْفَ أَرْحَامٌ لَهُ قَدْ غَدَتْ= حَامِلَةٌ تُصْلَى بِنَارِ الْعَذَاب

 الإمام القسطلاني الشافعي :

والحذر الحذر من ذكرهما بما فيه نقص ، فإن ذلك قد يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن العرف جار بأنه إذا ذكر أبو الشخص بما ينقصه ، أو وصف وصف به ، وذلك الوصف فيه نقص تأذى ولده بذكر ذلك له عند المخاطبة .

وقد قال عليه الصلاة والسلام : (( لا تؤذوا الأحياء بسب الأموات )) رواه الطبراني في الصغير ، ولا ريب أن أذاه عليه السلام كفر يقتل فاعله إن لم يتب عندنا  ([3])

وقد بينا لك أيها المالكي حكم الأبوين ، فإذا سئلت عنهما ، فقل : إنهما ناجيان في الجنة ، إما لأنهما أحييا حتى آمنا ، كما جزم به الحافظ السهيلي والقرطبي ، وناصر الدين بن المنير ، وإن كان الحديث ضعيفا ، كما جزم به أولهم ووافقه جماعة من الحفاظ ، لأنه في منقبة وهي يعمل فيها بالحديث الضعيف .

وإما لأنهما ماتا في الفترة قبل البعثة ولا تعذيب قبلها ، كما جزم به الأبي .

وإما لأنهما كانا على الحنيفية والتوحيد ولم يتقدم لهما شرك ، كما قطع به الإمام السنوسي والتلمساني المتأخر محشي الشفاء . ([4])

([1])( مسالك الحنفا : 14

([2])هامش شرح الشفا 1/ 354

([3])المواهب اللدنية 1/348  – الإمام الزرقاني في شرح المواهب اللدنية

([4])شرح المواهب اللدنية : 1 / 349

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *