يقول الرحالة إبن جبير الأندلسي رحمه الله تعالى (ت : 540 هـ ):فتح هذا الموضع المبارك أي منزل النبي صلى الله عليه وسلم فيدخله الناس كافة متبركين به في شهر ربيع الأول ويوم الاثنين منه، لأنه كان شهر مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي اليوم المذكور الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم تفتح المواضع المقدسة المذكورة كلها. وهو يوم مشهود بمكة دائما([1])
قول الإمام المحدث أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد المعروف بـ ” إبن الجوزي :” لا زال أهل الحرمين الشريفين ومصر واليمن والشام وسائر بلاد العرب من المشرق والمغرب يحتفلون بمجلس مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ويفرحون بقدوم هلال شهر ربيع الأول ويهتمون إهتماما بليغا على السماع والقراءة لمولد النبي صلي الله عليه وآله وسلم ، وينالون بذلک أجرا جزيلا وفوزا عظيم ” ([2])
يقول الإمام المحدث الفقيه أبو العباس العزفي ” إن يوم المولد النبوي كان يتخذ عطلة عامة بمكة المكرمة، وتفتح فيه الكعبة المشرفة ليؤمها الزوار ” ([3])
يقول الرحالة المؤرخ محمد بن عبد الله بن محمد الطنجي المعروف بـابن بطوطة: وباب الكعبة المعظمة في الصفح الذي بين الحجر الأسود والركن العراقي ……يفتح الباب الكريم في كل يوم جمعة بعد الصلاة ويفتح في يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم ([4])”.
يقول الإمام المحدث المؤرخ شمس الدين السخاوي :وأما أهل مکة معدن الخير والبرکة فيتوجهون إلى المکان المتواتر بين الناس أنه محل مولده، وهو في ’’سوق الليل‘‘ رجاء بلوغ کل منهم بذلک المقصد، ويزيد اهتمامهم به على يوم العيد حتى قلَّ أن يتخلف عنه أحد من صالح وطالح، ومقل وسعيد سيما ’’الشريف صاحب الحجاز‘‘ بدون توارٍ وحجاز. وجود قاضيها وعالمها البرهاني الشافعي ويتم إطعام غالب الواردين وکثير من القاطنين المشاهدين فاخر الأطعمة والحلوى، ويمدّ للجمهور في منزله صبيحتها سماطاً جامعاً رجاء لکشف البلوى، وتبعه ولده الجمالي في ذالک للقاطن والسالك ( [5])
يقول الإمام جمال الدين محمد جار الله القريشي المخزومي:وجرت العادة بمكة في ليلة الاثنين عشر من ربيع الأول في كل عام أن قاضي مكة الشافعي يتهيأ لزيارة هذا المحل الشريف بعد صلاة المغرب في جمع عظيم منهم الثلاثة القضاة، وأكثر الأعيان من الفقهاء والفضلاء وذوي البيوت بفوانيس كثيرة، وشموع عظيمة، وزحام عظيم…([6])”
يقول الإمام العلامة قطب الدين النهروالي الحنفی : يزار مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم المکاني في الليلة الثانية عشر من شهر ربيع الأول في کل عام، فيجتمع الفقهاء والأعيان على نظام المسجد الحرام والقضاة الأربعة بمکة المشرفة بعد صلاة المغرب بالشموع الکثيرة والمفرغات والفوانيس والمشاغل وجميع المشائخ مع طوائفهم بالأعلام الکثيرة ويخرجون من المسجد إلى سوق الليل ويمشون فيه إلى محل المولد الشريف بازدحام ويخطب فيه شخص ويدعو للسلطنة الشريفة، ثم يعودون إلى المسجد الحرام ويجلسون صفوفاً في وسط المسجد من جهة الباب الشريف خلف مقام الشافعية ويقف رئيس زمزم بين يدي ناظر الحرم الشريف والقضاة ويدعو للسلطان ويلبسه الناظر خلعة ويلبس شيخ الفراشين خلعة. ثم يؤذّن للعشاء ويصلي الناس على عادتهم، ثم يمشي الفقهاء مع ناظر الحرم إلى الباب الذي يخرج منه من المسجد، ثم يتفرّقون. وهذه من أعظم مواکب ناظر الحرم الشريف بمکة المشرفة ويأتي الناس من البدو والحضر وأهل جدة، وسکان الأودية في تلک الليلة ويفرحون بها ([7])”.
يقول مسند الهند الإمام المحدث : الشاه ولى الله الدهلوي : وکنت قبل ذلک بمکة المعظمة في مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يوم ولادته، والناس يصلون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويذکرون إرهاصاته التي ظهرت في ولادته ومشاهده قبل بعثته، فرأيت أنواراً سطعت دفعة واحدة لا أقول إني أدرکتها ببصر الجسد، ولا أقول أدرکتها ببصر الروح فقط، وﷲ أعلم کيف کان الأمر بين هذا وذلک، فتأملت تلک الأنوار فوجدتها من قبل الملائکة الموکلين بأمثال هذه المشاهد وبأمثال هذه المجالس، ورأيت يخالط
أنوار الملائکة أنوار الرحمة “.([8])
وبعد هذا كله أتي إبن عبد الوهاب ومؤيدوه ويقولون بدع وشرك .
([1]) كتاب رحلة ابن جبير الأندلسي )ص 82 طبع دار ومكتبة الهلال، بيروت
([2]) بيان المولد الشريف لابن الجوزى
([3]) كتاب ورقات في حضارة المرينيين لمحمد المنوني ص 517 ـ 518 . طبع النجاح الجديدة ,الدار البيضاء بالمغرب
([4]) رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الأسفار لإبن بطوطة ج1 ص 101 طبع دارالشرق العربي
([5]) الإمام المحدث المؤرخ شمس الدين السخاوي ت : 902ھـ) في كتابه المورد الروي في مولد النبي ونسبه الطاهر للعلامة الفقيه الملا علي القاري (ت : 1014هـ) ص 15, طبع مكتبة القرآن, عابدين, القاهرة ـ مصر .
([6]) الجامع اللطيف في فضل مكه و اهلها و بناء البيت الشريف، ص 201 -202 طبع دار إحياء الكتب العربي
([7]) الإعلام باعلام بیت اﷲ الحرام فی تاريخ مکة المشرفة 355، 356 المكتبة العلمية بمكة المكرمة ـ السعودية
([8]) فيوض الحرمين ، ص 80 – 81 طبع مكتبة القران محل ,كراتشي باكستان .