عن أبي طلحة وعمر وابنه عبدالله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش فألقوا في طوى من أطواء بدر فناداهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسماهم (يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة يا فلان بن فلان ! أليس قد وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا !!)
فقال عمر : يا رسول الله! ما تكلم من اجساد لا أرواح فيها فقال عليه الصلاة والسلام «والذي نفسي يبده ما انتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يجيبون»([1])
وعن سيدنا أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال« العبد إذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه حتى انه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه»([2])
وذكر الحديث في سؤال القبر وسماع الميت خفق النعال وارد في عدة أحاديث منها الأحاديث الواردة في سؤال القبور وهي كثيرة منتشرة وفيها التصريح بسؤال الملكين له وجوابه بما يطالب حاله من سعادة أو شقاء ومنها ما شرعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمته من السلام على أهل القبور ومخاطبتهم بلفظ : «السلام عليكم دار قوم مؤمنين».
وعن زيد بن أسلم قال: مر أبو هريرة وصاحب له على قبر فقال أبو هريرة سلم فقال الرجل : أسلم على القبر ؟ فقال أبو هريرة (إن كان رآك في الدنيا يوما قط إنه ليعرفك الآن) ([3])
وعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولو مدبرين) ([4]).
([1]) أخرجه مسلم (7151) والنسائي (2073).
([2]) أخرجه البخاري (3979) ومسلم (2151) والنسائي (2075) وأحمد (2/38).
([3]) أخرجه عبدالرزاق في مصنفه (3/577).
([4]) ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (3/1789 وقال : إسناده صحيح , وأخرجه ابن حبان وصححه .