التطويل والترنيم فى الآذان لم يؤخذ إلا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث اختار المؤذنين ذوى الأصوات الحسنة وبالحرى أن يكون شانهم وطبيعتهم الترنيم والتطريب وهذا هو ( الآذان الشرعى ) وألا لو كان مجرد ألفاظا تقال كما فهمه المخالفون
فتراهم يؤذنون بأصوات مقتضبة دون ترنيم أو تطريب دون شعور بأنه آذان ( الأذان البدعى ) ـ وإلا لكان أولى بالنداء مخبر رسول الله برؤياه الآذان وهو عبد الله بن زيد
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبى سعيد الخدرى : ” أنى أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت فى غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فانه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا انس ولا شئ إلا شهد له به يوم القيامة “([1])
فان الآذان المطول المترنم هو الموافق لبيبان الكتاب السنة ولذا أجمع عليه عقلاء الأمة الإسلامية سلفا وخلفا وجيلا بعد جيل وقد استنبطوا ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن زيد الذى سبق الصحابة فى تبليغ رؤياه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : ” قم إلى بلال والق عليه ما رأيت فانه أندى منك صوتا” ([2])
ففهموا أن الأذان لا يكون إلا من ندى الصوت المطرب المترنم الذى هو شأن أندياء الصوت لأخذهم بعاطفة القلوب وبمشاعر الإدراك فندى الصوت لا يسعه إلا أن يترنم ويتطرب ويتوسع ويمد الأحرف ليعم الصوت ويكثر الناسوقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم بمد الأحرف اللــــه اكبر ليوسع دائرة الشهداء للمؤذن يوم القيامة .
فروى خزيمة وغيره : ”فانه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا انس ولا حجر ولا مدر ولا شئ إلا ويشهد له يوم القيامة “