الجمعة , 29 مارس 2024

علامات يعرف بها المنتسبين للسادة الأشراف


بقلم الأستاذ : أيمن الصاوى

الاشراف الحقيقين لا يحتاجون الي إظهار شرفهم ولا يحتاجون إلى من يظهر شرفهم فهم بأخلاقهم وتواضعهم وتفانيهم في خدمة غيرهم وليس كما يظن البعض أن الإنتساب إلى السادة الأشراف يكون  بحمل بطاقه أو لبس زي أو لقب فالسياده الحقيقيه تتمثل في أمور  عدة منها

التقوى
يقول الحق سبحانه وتعالى:  “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ  ” [الحجرات:13].

ومن أهم المبادئ التي انطوت عليها خطبة الوداع أن الناس سواسيه قال صل الله عليه وسلم  ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ “

– التواضع مع الضعفاء
فلننظر إلى  سيدنا علي بن الامام الحسين عليهما وعلى جدهما الصلاة والسلام كان لا يسافر إلا مع رفقة لا يعرفونه، ويشترط عليهم أن يكون من خدم الرفقة فيما يحتاجون إليه، فسافر مرة مع قوم فرآه رجل فعرفه فقال لهم: أتدرون من هذا قالوا: لا. قال: هذا علي بن الحسين  فوثبوا فقبلوا يده ورجله وقالوا: يا بن رسول الله أردت أن تصلينا نار جهنم، لو بدرت منا إليك يد أو لسان، أما كنا قد هلكنا آخر الدهر، فما الذي يحملك على هذا؟ فقال: إني كنت سافرت مرة مع قوم يعرفونني فأعطوني برسول الله صلى الله عليه و آله ما لا أستحق، فإني أخاف أن تعطوني مثل ذلك فصار كتمان أمري أحب إليّ

ونجده في موضع آخر  كان رضي الله عنه  يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم، وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتى يأتي باباً باباً، فيقرعه، ثم يناول من يخرج إليه، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيراً لئلا يعرفه. فلما توفي عليه السلام فقدوا ذلك، فعلموا أنه كان علي بن الحسين ولما وُضع عليه السلام على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين

وعن الإمام الباقر عليه السلام انه قال:  لقد كان علي بن الحسين عليهما السلام يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة، وكان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى  والمساكين الذين لا حيلة لهم، وكان يناولهم بيده، ومن كان لهم منهم عيال حمله إلى عياله من طعامه، وكان لا يأكل طعاماً حتى يبدأ فيتصدق بمثله

والتواضع صفة أخلاقية وهو اللين مع الخلق، والخضوع للحق، وخفض الجناح. وهذا سيدنا أبا عبد الله الحسين رضي الله عنه وأرضاه مرّ  على مساكين قد بسطوا كساءً لهم والقوا عليه كِسراً من خبز, فقالوا هلّم ياابن رسول الله فثّنى ركبتيه  وأكل معهم وقال  ان الله لايحب المستكبرين , ثم قال  أجبتكم فأجيبوني , قالوا نعم ياابن رسول الله .
فقاموا معه , حتى أتوا منزله ,فقال للجارية  أخرجي ماكنت تدخّرين

سئل رضي الله عنه عن  التواضع ، فقال هو أن تخرُج من بيتك، فلا تَلقي أحداً إلا رأيتَ له الفضلَ عليك

. وفيهم ما لا تتحمله الأقلام ولا تحيط به السطور اللهم خلقنا بأخلاقهم وادينا بئادابهم وسيرنا على منهاجهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *