السبت , 20 أبريل 2024

مفتاح الوصول هو جهاد النفس


بقلم : الأستاذ أحمد مهنى


تكلمنا في المقال السابق عن الاخوه كمجتمع اسلامي واستدللنا بقوله إنما المؤمنين اخوه .
وعن الحب حب الشيخ المربي خاصة وحب المريدين بعضهم البعض عامة ولا يكون كل هذا إلا بمجاهدة النفس او محاربة النفس كما فى اللغه يقول البوصيري والنفس كالطفل أن تهمله شب علي حب الرضاع وان تفطمه ينفطم
فنحن في زمان تكاثرت المشكلات، وتكالبت المغريات والمُلهيات؛ فزاحمت الواجبات ونازعت الأولويَّات

وكثرت الفتن  حيث إذا حرص المرء علي اصلاح نفسه وعلم بعيوبه وانشغل بها عن عيوب غيره وانصت أكثر مما يتكلم ضمن الله له الذكر الحسن علي السنة الناس وإذا اهتم بدينه وقدمه علي دنياه وقاد نفسه والزمها لجامها ملأ قلبه بالثقة والطمأنينة والقناعه بما يكفيه أمر الدنيا
كان الإمام علي كرم الله وجهه إذا نظر إلى الدنيا يقول يا دنيا غرى غيرى ألي تعرضتى أم إليا تشوفتى هيهات هيهات أه لقلة الذاد ووحشة الطريق وبعد السفر

إعلم أن أشد عدو لك هى نفسك التي بين جنبيك فالنفس واحده من صفاتها فهي اماره بالسوء فراره من الخير دوامه لللذات جالبه للكبر خاليه للقلب من الحب.
اذا المرء لم يغلب هواه اقامه بمنزلة فيها العزيز ذليل
كان زياد ابن أبي زياد مولي ابن عياش يخاصم نفسه في المسجد يقول اين تريدين اين تذهبين اتخريجين الي احسن من هذا المسجد انظر الي ما فيه تريدين أن تبصري دار فلان ودار فلان

قال الامام الماوردي رحمه الله ربما حسن ظن الإنسان بنفسه فاغفل مراعاة اخلاقه فدعاه حسن الظن بها الي الرضا عنها
فكان الرضا عنها داعيا الي الانقياد لها ففسد منه ما كان صالحا
لأنها بالسوء اماره والي الشهوات مائله فكل
منا في حاجة إلى محاسبة نفسه عن أفعاله وأقواله.
وكل منا في بحاجة إلى محاسبة نفسه عن قدر شكره لنعمة الإسلام.

ومن مفاتيح إعجاب النفس عدم احترام الصغير الكبير ويأتي ذلك في فرض رأي أو انتقاد عملا بصوت لا يليق وعدم الانصات لآراء الآخرين فكما تفرح فى الرضا امتلك نفسك عن الغضب فالقوي الشديد فعلا هو من استقوى على نفسه أولا فكبح جماحها. واستحوذ على غضبها.وتصرف بتحضر ورقي..
وفي الحديث
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجع من احدي الغزوات يقول رجعنا من الجهاد الاصغر الي الجهاد الاكبر قالو وما الجهاد الاكبر يا رسول الله قال مجاهدة النفس
فهذا الجهاد لابد وأن يحتاج إلى صبر فمن صبر علي مجاهدة نفسه وهواه وشيطانه فاز حصل له النصر فكان عزيزا ملكاً ومن جزع ولم يصبر غلبته نفسه فصار عبدا ذليلا لنفسه .
فلابد لكل شيء من ثمار فمن غرس في نفسه طيب العمل لم يحصد إلا طيباً
ومن غرس في نفسه الخبث لم يحصد إلا الندم
فإختار لنفسك اي الثمار تحصدد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *