الجمعة , 29 مارس 2024

محبة النبى

بقلم : الأستاذ سيد عبد السلام

امرنا الله تعالى فى محكم التنزيل بطاعة النبى صلى الله عليه
وسلم وتوقيره ونصرته , ولما كانت الطاعة والتوقير والنصرة فرعا عن المحبة فإن الله تعالى قد فرض علينا محبة النبى صلى الله عليه وسلم
قال تعالى ” لتؤمنوا بالله ورسوله وتوقروه وتعزروه وتسبحوه بكرة واصيلا ” سورة الفتح

واستدلالا من الآية الكريمة فإن الله تعالى امرنا بنصرة النبى صلى الله عليه وسلم ويؤيد ذلك
ما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم لسيدنا عمر الفاروق رضى الله ” والله لا تؤمن حتى اكون احب إليك من نفسك التى بين جنبيك”

ولقد كان أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم يحبونه حبا جما لا يعدلون بحبه شيئا حتى شهد لذلك المشركين وهم فى أقصى حالات الغضب والعداء فقد أُثر عن أبو سفيان بن حرب واصفا دهشته من محبة الصحابة لنبيهم ورسولهم :
أنه ما رأى ملكا فى ملكه مثل محمدا فى أصحابه حتى أنه إذا ما شرب ابتدروا بقية شرابه وإذا ما تفل صلى الله عليه وسلم بادر أصحابه إلى التقاط تفلته الشريفة حتى أنها لا تسقط أرضا

وكان أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فداءا لرسول الله حتى أن ذلك بات جليا في غزوة أحد عندما أحاط المشركون بالنبى وكانوا أحرص الناس على قتله صلى الله عليه وسلم فما كان من أصحاب النبى إلا أن افتدوه بأنفسهم دافع عنه الصديق وخضع له طلحة حتى اعتلى ظهره بقدمه الشريفة لاعتلاء الجبل وحتى افتدى أحد الصحابة رسول الله من السهام حتى صار ظهر الصحابى كالقنفذ من كثرة السهام التى اصابته .

ولما وقع النبى صلى الله عليه وسلم فى الحفرة التى احتفرها أحد المشركين ليقع النبى صلى الله عليه وسلم بها إذا بخوذته تصيب خده الشريف وتجرحه وتصيب العظم وما كان من سبيل لإزالتها عن الرسول الله حتى تقدم أبو عبيدة بن الجراح وحاول خلعها حتى كسرت أحد أسنانه فاستطاع بذلك تحريكها إلا أنها لا زالت بمكانه تؤذى النبى صلى الله عليه وسلم فحاول مرة أخرى حتى كسرت رباعيته – وهى مقدمة الاسنان – فاستطاع بذلك أن يزيل الخوزة عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصيب سيدنا ابو عبيدة بن الجراح بالهتم ووصفه الصحابة فقالوا وكان من احسن الناس هتما

فلابد لنا من أن نقتدى لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تزيد محبته فى قلوب ونرث بعض ما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *