الثلاثاء , 16 أبريل 2024

إن الله يحب معالي الأمور و يكره سفسافها

إن الله يحب معالي الأمور و يكره سفسافها.

أهداني رجل طيب سبحة فاخرة لأختم بها الصلوات، فتقبلتها منه شاكراً ثم عدت إلى بيتي وأهديتها إلى حفيدة لي .

و بعد أيام قال الرجل: لم أرك تستخدم السبحة المهداة !

فقلت له: إنني أقدّر جميلك ، ولكن الأذكار المطلوبة في أعقاب الصلوات لا تستغرق غير دقيقتين أو ثلاث فأوثر استخدام أصابعي، ولا حاجة إلى جهاز إحصاء !.

ولقيني شاب يرقب هذه القصة الطريفة فقال لي : لماذا لم تقل له إن السبحة بدعة؟

فأجبت لأنه لم يتخذها قانونا ملزما، و لست ممن يشتغلون بالتوافه !

قال لي : وما رأيك في ختم القرآن بجملة ” صدق الله العظيم ” ؟

قلت : أدعوا لصاحبها أن يكون صادقا في ترديدها !

قال : لا أفهم ما تعني !

قلت : كان المؤمنون في الأمور المهمة أو الشئون التي تبغتهم يقولون ذلك ” ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا : { هذا ما وعدنا الله ورسوله و صدق الله ورسوله…} – الأحزاب:22-.

و في موضع آخر { قل صدق الله…. }” و أرجو أن يكون القارئ ، شاعراً بروعة القرآن و جلال هداه و قوة إعجاز فيقول الكلمة من قلبه !

فقال : ليس هناك أمر بها.

قلت : و لا نهى عنها !!

قال : إنك تستهين بالبدع .

قلت : بل أزدري الاشتغال بالتوافه !..

إن الرجل الذي تطن حوله ذبابة فيطلب النجدة لمواجهتها رجل أحمق، و مثل هذا يفرّ إذا هاجمه غراب !

واستتليت أقول وأنا غاضب: في عالم تآمر كبراؤه على اغتيال ضعفائه ، وجهاله على وأد علمائه ، و عَجَزتُه على اغتصاب أزمَّته و امتلاك قيادته تريد شغلي بهذا الغثاء الذي ملأ أذهانكم ؟!

إن ساسة العالم احكموا خطتهم لخنق الإسلام ونسف ركائز الإيمان ، و قد توغلوا في أرض الإسلام يبغون الإجهاز عليه ، و أنتم على شفا الهلاك تريدون شغل الأمة بخلاف فقهي في فروع العبادة أو خلاف لفظي في فهم كلمة ؟ !

ما أنتم ؟ إنكم ذرية الخوارج في هذا الزمان الهازل !

أين معاقد الإيمان و فضائل الأخلاق و عزائم الأمور ؟

أين أولو الألباب ؟

إنني أنصح الدعاة و المربين مذكراً بالحديث : ” إن الله يحب معالي الأمور و يكره سفسافها “.

الشيخ الغزالي رحمه الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *