الأربعاء , 17 أبريل 2024

قل صدق الله

قال تعالى ” قُلْ صَدَقَ اللّهُ  “, وقال : ” وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلا ً”

فقول صدق الله العظيم عند بعض بعض الناس بدعة وقول لا أصل له وغير مشروع ينبغى تركه , ولكن الحقيقة غير ذلك .

فقد كان صلى الله عليه وسلم يخطُب ، فجاء الحسن والحسين يعثُران في قميصين أحمرين، فقطع كلامه، فنزل، فحملهما، ثم عاد إلى منبره، ثم قال: صَدَقَ اللَّهُ العَظِيمُ (إِنَّمَا أَمْوالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ ) رأيت هذين يعثران في قميصيهما فلم أصبر حتى قطعت كلامى فحملتهما

 وعن ابن عباس رضى الله عنهما : إذا عسر على المرأة ولدها تكتب هاتين الآيتين والكلمتين في صحيفة ثم تغسل وتسقى منها وهى : بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله العظيم الحليم الكريم , سبحان الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم ” كأنهم يوم يرونهالم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ” ” كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون ” صدق الله العظيم([1])  .

وهذا التابعي الجليل سيدّنا الحسن البصري رضي الله تعالى عنه يقول:ولهذا قال تعالى { ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور } أي عاقبناهم بكفرهم. قال مجاهد: ولا يعاقب إلا الكفور. وقال الحسن البصري: صدق الله العظيم لا يعاقب بمثل فعله إلا الكفور”([2]) .

وهذا الإمام الحافظ ابن كثير الدمشقي يقول: وقال تعالى {فَلاَ وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا  تَسْلِيما } صدق الله العظيم([3]) .

وهذا الإمام القرطبى رحمه الله يقول : قال الله تعالى : ” وفى السماء رزقكم وما توعدون ” الذاريات : 22 .فإنا نقول ” صدق الله العظيم , وصدق رسوله الكريم , , وأن الرزق هنا المطر بإجماع أهل التأويل([4])  .

فالتصديق بعد تلاوة القرآن الكريم من السنن الحسنة التى لا ينبغى تركها فلو كانت بدعة سيئة كما تقول بعض الجماعات لما أقرها الكثير من التابعين والأئمة المجتهدين على مر العصور والدهور , ولما كانت كل الشيوخ اختتمت التلاوة بهذه الجملة العظيمة حتى يومنا هذا .

([1]) تفسير القرطبى , سورة الأحقاف 35

([2]) تفسير ابن كثير – سورة سبأ-17 .

([3]) البداية والنهاية لابن كثير – ج12 ص267

([4]) تفسير القرطبى , سورة الذاريات 22 .

تحميل كتاب موسوعة الردود الجلية فيما أخذ على الصوفية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *