الثلاثاء , 19 مارس 2024

مظاهر وآثار التغريب على مستوى المجتمع الإسلامي

لا يجد المجتمع الإسلامي الذي امتدت إليه أيدي التغريب غضاضة في تقليد الغرب، واتّباعه في النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. ولا يتردد في الأخذ بالتيار العَلَماني ونتائج الأبحاث الاستشرافية عن العقيدة الإسلامية واللغة العربية الفصحى التي تعد الوعاء الحامل لهذه العقيدة.

الملاحظُ في عدد من المجتمعات الإسلامية انتشارُ المجلات والأشرطة الهابطة، والأغاني الساقطة، والصور الخليعة، والكتب التي تحمل في صفحاتها أفكارا هدّامة لكيان المجتمع الإسلامي؛ وذلك تحت ستار الحرية الشخصية. وتمثل هذه المظاهر التغريبية وسائل خطيرة في تشويه القيم الإسلامية، وطمْس هُوية المسلمين فرادى وجماعاتٍ.

وتسمح مجموعة من دول العالم الإسلامي – بدعوى الانفتاح – بإنشاء المدارس والمعاهد الأجنبية، وانتشار الحركات التبشـيرية فوق أراضيها. وفي ذلك فرصة سانحة لبَثّ سمومها الفتاكة، ونشر تُرَّهاتها وتلفـيقاتها. ومن العجب العُجاب أن هذه المعاهد تعمل بحرية تامة، وتوفَّر لها الحصانة القانونية الكاملة، ويتخرَّج منها أناسٌ كُثرٌ تُفتح أمامهم فرص التشغيل وغيرها.

إن الغزو الفكري الغربي الحديث الذي يستهدف تكسير شوكة المسلمين، وتشويه هويتهم، وعزْلهم عن ماضيهم وميراثهم الحضاري، وتغريبهم عن عقيدتهم ولغتهم، لم يترك وسيلة إلا استخدمها لتحقيق مآربه، ولم يترك جهة لمس فيها الاستعداد للتعاون معه إلا تعاوَن معها وربط نفسه بها. وقد كان في طليعة هذه الجهات التي تعاونت مع المستعمر الغربي، وربطت أهدافها بأهدافه «الصهيونية العالمية» التي برزت بوصفها حركة سياسية عنصرية تتغيى بسْط النفوذ على العالم بأسره بشتى الطرق والوسائل. وقد حققت جملة من المكتسبات في الواقع الملموس، أبرزها الحصول على وطن قومي لليهود في أرض فِلَسْـطين المباركة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *