ورد عن أحد الصالحين
أنه كان في سوق المدينة لكي يشتري حوائج بيته ، فوجد في السوق جارية يُنادىَ عليها بثمن يسير ، قال : وجدتها مصفرة اللون نحيفة الجسم يابسة الجلد ، قال : فاشتريتها رحمةً لها ، وأتيت بها إلى البيت وكنا مقبلين على شهر رمضان ،
فقلت لها أحضري أوعيةٌ وٱمضي معي لنشتري حوائج شهر رمضان ،
فقالت لي : يا سيدي أنا كنت عند قومٌ كل زمانهم رمضان ،
قال : من وقت ما ٱشترتها وعلمت أنها من الصالحات فكانت تقوم الليل كله ، ولما كان آخر يوم من شهر رمضان ،
فقلت لها : ٱمضي بنا إلى السوق لنشتري حوائج العيد
قالت : ياسيدي أي الحوائج تقصد ؟
حوائج العوام أم حوائج الخواص ؟
قال لها : صفيهما لي ،
فقالت : يا سيدي حوائج العوام : هو الطعام المعهود في العيد ،
وأما حوائج الخواص ؛ فهو الأعتزال عن الخلق والتفريد والتفرغ للخدمة والتجريد ، والتقرب بالطاعت للملك المجيد ، والتزام ذل العبيد ، فليس العيد لمن لبس الجديد ، ولكن العيد لمن خاف يوم الوعيد ،
قال : فقلت لها إنما أريد حوائج الطعام ،
قالت : يا سيدي أي الطعام تقصد ؟
طعام الأجساد أم طعام القلوب ؟
قال : صفيهما لى ؟ قالت ؛
أما طعام الأجساد هو القوت المعهود ، وأما طعام القلوب فهو : ترك الذنوب ، وإصلاح العيوب ، والتمتع بمشاهدة المحبوب ،
وحوائجه ؛ الخشوع ، والتقوى ، وترك الكبر والدعوى، والرجوع إلى المولى
قال الرجل ٱذهبي فإني أعتقتك لوجه الله تعالى …
إعداد / مصطفى خاطر