الرئيسية » الطريق الى الله » طريقة المجاهدة

طريقة المجاهدة

طريقة المجاهدة:
وأول مرحلة في المجاهدة عدم رضى المرء عن نفسه، وإيمانه بوصفها الذي أخبر عنه خالقها ومبدعها: {إنَّ النفس لأمارةٌ بالسوء} [ يوسف: ٥٣] وعلمه أن النفس أكبر قاطع عن الله تعالى [

والقواطع عن الله تعالى أربعة:

النفس، والدنيا،والشيطان، والخلق.

أما عداوة النفس والشيطان فظاهرة، وأما الخلق فملاحظة مدحهم وذمهم تعرقل سير السالك إلى ربه، وأما الدنيا فالاهتمام بها وانشغال القلب بتقلباتها قاطع كبير عن الله تعالى، ففي حالة الفقر تكثر هموم المرء فتشغله عن الله، وفي حال الغنى ينشغل بزينتها وزخرفها عن الله تعالى
أما إذا أخرج حبها من قلبه فإنها لا تضره، – {إنَّ الإنسانَ ليطغى . أنْ رآه استغنى} [العلق: ٦, ٧] كما قال شيخ الصوفية سيدي عبد القادر الجيلاني رحمه الله: (أخرج الدنيا من قلبك، وضعها في جيبك أو في يدك فإنها لا تضرك). كما أنها أعظم موصل إليه
وذلك أن النفس حينما تكون أمارة بالسوء لا تتلذذ إلا بالمعاصي والمخالفات، ولكنها بعد مجاهدتها وتزكيتها تصبح راضية مرضية لا تسر إلا بالطاعات والموافقات والاستئناس بالله تعالى
وإذا اكتشف المسلم عيوب نفسه وصدق في طلب تهذيبها لم يعد عنده متسع من الوقت للانشغال بعيوب الناس وإضاعة العمر في تعداد أخطائهم، وإذا رأيت أحداً من الناس قد صرف وقته في إحصاء
أخطاء الآخرين غافلاً عن عيوب نفسه فاعلم أنه أحمق جاهل.

ولذا قالوا: (لا تر عيب غيرك ما دام فيك عيب، والعبد لا يخلو من عيب أبداً
فإذا عرف المسلم ذلك أقبل على نفسه يفطمها عن شهواتها المنحرفة وعادانها الناقصة، ويلزمها بتطبيق الطاعات والقربات.

حقائق عن التصوف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *