قال القاضى عياض : ولا خلاف أنه ليس فى ذلك حد لا يزيد عليه ولا ينقص منه ، وأن صلاة الليل من الطاعات التى كلما زاد فيها زاد الأجر .
* قد روى ابن أبى شيبة فى مسنده عن أبن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى رمضان عشرين ركعة والوتر .
قال الإمام السيوطى : أن هذا الحديث ضعيف ، ثم قال : ثم رأيت فى تخريج أحاديث الشرح الكبير لشيخ الإسلام ابن حجر ما نصه : قال الرافعى : أنه صلى الله عليه وسلم صلى بالناس عشرين ركعة ليلتين فلما كان فى الليلة الثالثة اجتمع الناس فلم يخرج إليهم ثم قال فى الغد : ” خشيت أن تفرض عليكم فلا تطيقوها ”
من آراء العلماء :
وفى سنن البيهقى عن السائب بن يزيد الصحابى : كانوا يقومون فى زمن عمر بن الخطاب بعشرين ركعة .
وفى الموطا عن يزيد بن رومان قال: (كان الناس يقومون في زمان عمر بثلاث وعشرين )
قال الإمام مالك : التراويح ست وثلاثون ركعة لقول نافع : أدركت الناس وهم يقومون رمضان بتسع وثلاثون ركعة ، وبعشرين ركعة .
قال الدسوقى : كان عليه عمل الصحابة والتابعين وقال ابن عابدين : كان عليه عمل الناس شرقًا وغربًا .
وفى كتب الفقه على المذاهب الأربعة : قال الإمام أبو حنيفة : التراويح سنة مؤكدة ، ولم يتخرجه ـ أى العدد ـ عمر من نفسه ولم يكن فيه مبتدعًا ولم يأمر به إلا عن أصل لديه وعهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال المالكية : القيام فى رمضان بعشرين ركعة أو بست وثلاثين ـ واسع ـ أى جائز فقد كان السلف من الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ يقومون فى زمن عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ فى المساجد بعشرين ركعة ثم يوترون بثلاث ثم صلوا فى زمن عمر بن عبد العزيز ستا وثلاثين ركعة غير الشفع والوتر ، وقالوا : كره مالك نقصها عما جعلت بالمدينة
قال الشافعية : ولأهل المدينة فعلها ستًا وثلاثين ركعة .
قال الحنابلة : لا ينقص من العشرين ركعة ولا بأس بالزيادة عليها نصًا ، وقال عبد الله بن أحمد : رأيت أبى يصلى فى رمضان ما لا يحصى .
وقال الترمذي : أكثر ما قيل فيه أنها تُصلى إحدى وأربعين ركعة يعني بالوتر – كذا قال -.وقد نقل ابن عبد البر، عن الأسود بن يزيد: تُصلى أربعين، ويوتر بتسع، وقيل: ثمان وثلاثين
قال الباجى : يحتمل أن يكون عمر أمرهم فى بادئ الأمر بإحدى عشرة ركعة بطول القراءة لأن التطويل فى القراءة أفضل ، فلما ضعف الناس عن ذلك أمرهم بثلاث وعشرين ركعة على وجه التخفيف عنهم من طول القيام واستدرك بعض الفضيلة بزيادة عدد الركعات .
وقال صلى الله عليه وسلم بأن الحق ينطق على لسان عمر وقال : ” اقتدوا باللذين من بعدى أبى بكر وعمر ” فالذى يصلى عشرين ركعة إنما هو مقتديً برسول الله لأنه أطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى إقتدائه لعمر