الطريق هو ما يمر فيه الناس وقد ينخذونه مقيلة شتاء وذلك لكثرة ظله وطاب الهواء فيه صيفاً .
فإن من سماحة الإسلام بالبشر والناس أن جعل للطريق حق , وهى أيضًا كثيرة يصعب سردها .
و عن ابن سعيد الخدرى – رضى الله عنه – عن النبى – صلى الله عليه وسلم – قال : ” إياكم والجلوس على الطرقات . فقالوا : مالنا بد , إنما هي مجالسنا نتحدث فيها . قال : فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها . قالوا : وما حق الطريق ؟ قال : غض البصر , وكف الأذى , ورد السلام , وأمر بمعروف , ونهى عن منكر ” أخرجه البخارى فى صحيحه
لما كان الجالس على الطريق لا يسلم غالباً من النظر إلى محرم أو سماع بما لا يحل , أو اساءة إلى الغير , نهى النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه عنها , فاعتزروا إليه قائلين : لا غنى لنا عنها , لأنها أماكن اجتماعنا , نتبادل فيهات الحديث ونروح عن أنفاسنا , ونتفاهم عن مصالحنا فى دنيانا وديننا .
فالسر أنهم راجعوا الرسول صلى الله عليه وسلم , ولم يسارعوا فى تنفيذ طلبه , ربما فهموا أن الجلوس فى الطريق ليس ممنوعاً فى حد ذاته , وإنما منع لخوف التقصير فى أداء حقها , لذلك قبل – صلوات الله وسلامه عليه عذرهم , وبين لهم أنهم إذا ما جلسوا فيها فليراعوا حق الطريق فذكرها خمسة وهى
الحق الأول غض البصر , أى منع النظر إلى محرم فلا يجوز أن ترسل بصرك للتمتع بمنظر فتاة أو سيدة أو بالسخرية بأحة من الناس .
الحق الثانى كف الأذى , فلا يحل أن تؤذى ماشياً بلسانك أو بيدك أو تلقى فى الطريق من فضلات الطعام وقشر الفاكهة مما يعرض المارة للضرر .
الحق الثالث رد السلام , وهى دعامة قوية فى تأليف القلوب بين المسلمين ونشر المحبة والإيخاء بينهم , ويؤيد هذا حديث عبدالله بن عمر رضى الله عنهما : أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد , والقليل على الكثير رواه البخارى فى صحيحه
فهذا الحديث رسم الطريق لرد السلام فى الطرقات , حديث أخر مروى عن أبو هريرة رضى الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أى الإسلام خير ؟ قال : ” تطعم الطعام وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ” رواه البخارى فى صحيحه
الحق الرابع والخامس الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أنهما شعار هذه الأمة ودليل على أفضليتها على سائر الأمم السابقة , قال تعالى فى كتابه : ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهن عن المنكر ”