الرئيسية » منهاج التصوف » الناس على أقسام

الناس على أقسام

الناس على أقسام:

– عبد هو بشهود ما منه إلى الله.
– وعبد هو بشهود ما من الله إليه.

ومعنى كلام الشيخ هذا: أن من الناس من يكون الغالب عليه شهود تقصيره وإساءته، فيقوم مقام المعتذر بن يدي الله تعالى، وتلازمه الأحزان، وتحالفه الأشجان، ويستولي عليه الكمد كلما بدت منه سيئة، أو كشف له من نفسه عن أوصاف سوء.

– وعبد آخر الغالب عليه شهود ما من الله إليه من الفضل والإحسان والجود والامتنان؛ فهذا تلازمه المسرة بالله والفرح بنعمة الله، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾([15]).

فالأول: حال الزُّهَّاد والعُبَّاد.
والثاني: حال أهل العناية والوداد.

الأول: شأن أهل التكليف.
والثاني: شأن أهل التعريف.

الأول: حال أهل اليقظة.
والثاني: حال أهل المعرفة.

فلذلك قال الشيخ أبو الحسن: العارف من عرف شدائد الزمان في الألطاف الجارية من الله عليه، وعرف إساءته في إحسان الله إليه، ﴿…فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
…..
لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *