والناسُ في مشهد المعرفة على مرتبتين:
إما في يقظة المعرفة فهم في تربية الولاية فينظرون الكرامة
وإما في نوم الفضلة فهم في تربية العداوة ، فهم ينظرون الأمانة ، إلا أن يرحمهم أرحم الراحمين .
فسبحان مَنْ خَصَّ مِنْ عبيده مَنْ شاء وأعطاهم ثم دعاهم إلى نفسه بفضله حيث قال: (وأنيبوا إلى ربكم)، فأجابوه وأنابوا إليه
فهم على أصنافٍ شتى ،
فالتائبون يمشون برِجْل الندامة على قدم الحياء ،
والزاهدون يمشون برجل التوكل على قدم الرضا ،
والخائفون يمشون برجل الهيبة على قدم الوفاء ،
والمحبون يمشون برجل الشوق على قدم الصفاء ،
والعارفون يمشون برجل المشاهدة على قدم الفناء ،
فالمعرفة طعامٌ أطعمه الله مَنْ شاء من عباده ،
فمنهم مَنْ يذوقه ذوقاً ،
ومنهم مَن يأكل منه بلاغاً ،
منهم مَن يأكل منه كَفافاً ،
ومنهم مَن يأكل شِبَعاً ،
والناس في المعرفة على منازل :
فمنهم من يكون منزله كشِعْب
ومنهم مَن يكون كقرية
ومنهم من يكون كمِصْر
ومنهم من يكون منزله منها كالدنيا والآخرة
رُوي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ” إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أخرجوا مِن النار مَن قال لا إله إلا الله وفي قلبه حبة خردل من الإيمان
موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليه اهل التصوف والعرفان