المصافحة بعد الصلاة أمر مشروع يزيد المحبة بين المسلمين ويوثق أواصر الأخوة فيما بينهم والأدلة على ذلك ما يلي:
عن سيدنا يزيد بن الأسود رضي الله عنه : أنه صلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ثم ثار الناس يأخذون بيده يمسحون بها وجوههم فأخذت بيده فمسحت بها وجهي فوجدتها ( أبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك). أخرجه البخاري (3360).
وقال البراء بن عازب رضي الله عنه : من تمام التحية أن تصافح أخاك ) أخرجه البخاري في الأدب (968).
وعن قلدة بن دعامة الدوسي رضي الله عنه قال قلت لأنس : (أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال : نعم ).
عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما جاء أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « قد جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة » أخرجه أبو داود (5213) والبخاري في الأدب (967) وقال الحافظ سنده صحيح.
وعن سيدنا البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا». أخرجه أبو داود (5212).
فالأحاديث الثلاثة الأخيرة عامة في مشروعية المصافحة وهي تشمل المصافحة بعد الصلاة وفي الأوقات كلها ، والحديثان الأولان يخصصان ويبينان جواز السلام والمصافحة بعد الصلاة خصوصا.
أقوال العلماء في الصافحة بعد الصلاة
قال الإمام الطحاوي في حاشيته على مراقي الفلاح: ( تطلب المصافحة فهي سنة عقب الصلاة كلها وعند كل لقي).
وقال الشيخ عبدالغني النابلسي عن المصافحة بعد الصلاة : ( إنها داخلة تحت عموم سنة المصافحة مطلقا)) شرح الطريقة المحمدية للشيخ النابلسي (2/150).
وقال الشيخ الإمام أبو محمد عز الدين بن عبدالسلام رحمه الله : ( أنها من البدع المباحة).
وقال الإمام النووي في الأذكار : ( أنها بدعة مباحة).
على أن المصافحة بعد الصلاة ودعاء المسلم لأخيه المسلم بأن يتقبل الله منه صلاته بقوله ( تقبل الله ) لا يخفى ما فيهما من خير كبير وزيادة تعارف وتآلف وسبب لربط القلوب وإظهار للوحدة والترابط بين المسلمين.
الموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية