” قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ “
أى بعد ما عزموا على تنفيذ نيتهم ذهبوا إلى يعقوب عليه السلام يطلبون منه أن يأخذوا معهم يوسف عليه السلام ، وأنه سيكون فى أمان وهو بين أيديهم ، ويطلبون منه أن يثق فى حبهم ليوسف عليه السلام .
” وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ “
أى له محبون ونريد أن نخرجه إلى مكان لم يذهب إليه من قبل .
” أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً ”
أى يذهب معنا فى الصباح الباكر إلى المرعى وهذا يدل على شدة حرصه على يوسف فكأنه طيراً أمسك به ثم أرسله .
” يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ “
أى يلهو ويلعب ويتسابق ويستحم ونرتع ونلعب معه نحن أيضاً وندخل السرور عليه ويزيد ذلك فى غبطته .
“وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ “
أى لن يصيبه مكروه وهو معنا ونحن نرده إليك سالماً وهو الحرص على سلامته من كل سوء .
” قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ “
وهذا من شدة حبه له لا يريد أن يفارقه فى ليل أو نهار .
” وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ “
لما رأى الذئاب فى المنام تريد أن تأكل يوسف خاف أن تأكله فى الحقيقة ، وخاف عليه من إخوته لما يرى من غيرتهم منه فتوجس أنه لا يرى يوسف مرة أخرى وقد حدث فغاب عنه يوسف عليه السلام .
” قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ “
أى إن تعدّ عليه الذئب فأكله ونحن جماعة قوة من الرجال إنا إذاً لن نفلح لأنه لا يعتمد علينا فى حراسة أخينا الصغير .
” فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ ”
أى فلما انطلقوا به إلى ما أرادوا به من الشر.
” وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ “
أى اتفقوا على هذا الإلقاء ولم يختلف منهم أحد وإنما كان اختلافهم فى القتل .
” فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ “
أى يضعوه فى ظلمة البئر فيختفى فيها عن النظر.
” وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ “
أى أخبرنا يوسف لتخبرنهم بما فعلوا بك وهم لا يتوقعون وجودك ولا يعرفون مكانتك التى وصلت إليها وهذا تثبيتاً لقلبه عليه السلام .