” اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً “
فأخذوا يتشاورون فيما يفعلونه بيوسف فأشار واحد منهم بقتل يوسف فلابد أنه كان أشدهم غيرة منه , وقال قائل منهم أو ألقوه فى أرض بعيدة حتى لا يرجع إلينا أبداً .
” يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ ”
تستأثروا بحب أبيكم ولا ينازعكم فيه منازع .
” وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ “
فكأن هذه الغيرة فسدت عليهم دينهم ؛ لأنها أورثتهم الحقد والحسد على يوسف ، وكأنهم يرون صلاح حالهم سيكون بعد الخلاص من يوسف ، وأنهم سوف يتوبون إلى الله بعد هذا الذنب الذى سوف يقترفونه . والصلاح هو ملازمة كل ما يصلح العبد عند ربه من أعمال الخير والتقوى .
” قَالَ قَآئِلٌ مَّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ ”
وهو أخوه يهوذا وقد كان أفضلهم وأعقلهم بألا يقتلوا يوسف؛ لأن القتل عظيم .
” وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ “
أى طلب منهم أن يتركوه فى البئر فيغيب عن الناظرين فى قعر البئر ، وقيل : أن يعقوب عليه السلام رأى فى المنام أن عشرة من الذئاب تشد على يوسف ليأكلوه وهو على رأس جبل ، وذئب منها يحمى عنه وغيب فى الأرض ثلاثة أيام ؛ لأجل ذلك ظن عليه السلام أن الذئاب قد تأكل يوسف عليه السلام .
” يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ “
أى يأخذه بعض الركب الذين يمرون بهذه البئر لأجل التزود بالماء .
” إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ “
أى إن كنتم عازمين على التخلص من يوسف .