وقال ذو النون المصري: كنتُ أسير في بعض المفاوز، فإذا أنا برجل مُتَّزِر بحشيش، مرتد بحشيش، فسلمتُ عليه فرد عليّ السلام، ثم قال: من أين الفتى؟
قلت: من مصر، قال: إلى أين؟
قلت: أطلب الأنس بالمولى.
قال: اترك الدنيا والعُقبى، يصح لك الطلب.
قلت: هذا كلامٌ صحيح، صحَّحْهُ لي،
قال، أتتهمنا فيما نقول؟
وقد أُعطينا خيراً مما نقول، وهو المعرفة.
قلت: ما أتهمك، ولكني أريد أن تزيدني نوراً على نور.
فقال: يا ذا النون! انظر فوقك،[فنظرتُ] فإذا السماء والأرض كأنهما ذهب يتوقد ويتلألا.
قال: اغضض بصرك،[فغضضتُ] فصارتا كما كانتا!
فقلت: كيف السبيل إلى هذا؟
قال: تفرَّد بالفرد إن كنت له عبداً.
كتاب : حالة أهل الحقيقة مع الله