الرئيسية » جهاد الأزهر » الأزهر مقاوما للمحتل الفرنسي

الأزهر مقاوما للمحتل الفرنسي

الأزهر مقاوما للمحتل الفرنسي

ويقص علينا التاريخ أن شيوخ الأزهر وطلابه كانوا دائمًا في الطليعة مع جيوش الدولة الأيوبية، وكان لشيخ الاسلام وسلطان العلماء الذي واجه وتصدى لسلاطين الشام العز بن عبدالسلام مواقف رائعة سجلها لنا التاريخ برفقة شيوخ الأزهر وطلابه.
ومع انتهاء عصر الدولة الأيوبية ونجله وبدء دولة المماليك وتولى زمام الأمور عزالدين أيبك في مصر كان للأزهر موقف أكثر من رائع حيث تم رفض فرض الصكوك والضرائب على الفقراء وإغماض العين عن أثرياء المماليك.. وكان لذلك أثر كبير في مواجهة جيوش التتار التي تصدى لها في ذلك الوقت السلطان المملوكي سيف الدين قطز.
الأزهر مقاومًا للمحتل الفرنسي
ويتواصل دور الأزهر ويتجلى في مقاومة الاحتلال الفرنسي الذى لم ينخدع شيوخه وطلابه بمزاعم نابليون بونابرت قائد جيوش الاحتلال الفرنسي بانه يريد بالإسلام خيرًا بل وصلت مزاعم بانه أطلق اسم محمد على نفسه حتى يضمن صمت المسلمين والأزهر وشيوخه.. ولكن خاب ظنه وانطلقت مقاومة الأزهر شيوخًا وطلابًا ضد الاحتلال الذى رد بغرور قوة المدفع وبنادق الفرنجة على الأزهر واقتحمه بخيوله وأحذية جنوده ونجح المصريون في اصطياد أحد قادة جيوش المحتل وقتلوا حاكم القاهرة الجنرال ديبوى.
ومع جرائم المحتل الفرنسي في أراضي مصر وأزهرها يخرج من طلابه طالب أزهري من أصل حلبى جاء ضمن من جاءوا من دول العالم ليتلقوا علوم الدين وعلوم الوطنية من قلعة الأزهر قلعة الاسلام والوطنية.. غلت الدماء فى عروق الطالب الأزهري فاغتال ويا للفخر وثأر لإسلامه والوطن من كليبر خليفة نابليون وكانت النتيجة البشعة هي اعدام أعظم شباب الأزهر وأروعهم فدائية وجهادًا على خازوق من جيوش المحتل.
نعم ظلت مآذن الأزهر تنادى بالجهاد والمقاومة عهودًا وأزمنة حتى جاءت الأيام والأزمنة التي ينطلق فيها مخبرو الغوغائية وحملة المباخر من فضائيات المال الحرام لتطالب بموت الأزهر.. نعم جاءت حملات مسعورة من أبواق منافقة لتنهش في أعظم قلعة للجهاد والمقاومة ضد المحتل معاقبة للأزهر الذى ظل طوال التاريخ قويًا صلبًا في مواجهة اعداء الدين والوطن.
ورغم الحملات المسعورة التي تنطلق لنهش الأزهر يأتي إلينا التاريخ ليقدم للأزهر ملحمة بعد الأخرى عن نضاله وكفاحه.. إنها حقا صفحات عطرة تكشف لنا عن خروج المحتل الفرنسي مهزومًا مما
يؤكد أن المصريين لن يهزمهم محتل.
ويواصل الأزهر الشريف رسالته تجاه الوطن فيكلف شيوخه محمد على باشا ذلك الجندي الألباني المثقف والقائد لإدارة الحكم في مصر والذى بنى مصر الحديثة وقضى على المماليك.. ومع أخطاء الحكم يتصدى رجال الأزهر وشيوخه لمحمد على باشا وأسرته ويرفض شيوخ الأزهر منح فتاوى لسلاطين الاسرة وملوكها. نعم ظل الأزهر قويًّا بمواقفه الدينية والوطنية.
وتنتقل صفحات الأزهر المشرقة في دورها الوطني حاملة راية الكفاح ومؤذنة بالجهاد ضد الاحتلال الإنجليزي ومن عام 1798 حيث بدأت الحملة الفرنسية وموعد المقاومة للمحتل الفرنسي الذى لم يقص لهم التاريخ أن أحد ملوك بلادهم ضمن الحروب الصليبية قد أسر في بيت بن لقمان بالمنصورة وهو الملك لويس قائد جيوشهم.. ومن معارك الصليبيين والتتار والحملة الفرنسية يكون المصريون على موعد جديد مع الجهاد ومقاومة المحتل الإنجليزي الذى جاء إلى مصر مقبرة الغزاة في عام 1882 هنا تتوحد صدور شيوخ الأزهر صفًا واحدًا ضد الاحتلال الإنجليزي وبسواعد شبابه وطلابه في طليعة المصريين عمالًا وفلاحين ومثقفين، تتشكل الحركات الفدائية من كل مكان لتدك الأرض تحت جيوش الدولة العظمى بريطانيا المنتصرة في الحرب العالمية الأولى.
ولا يقتصر دور الأزهر على مكان دون آخر أو ميدان دون شارع أو مدينة دون قرية أو متجر دون حقل. تشعل المقاومة في كل ارجاء مصر من أقصى الصعيد إلى مشارف بحري إلى المناداة بإعلان استقلال البلاد. ويشغل سعد باشا زعلول أو الشيخ سعد زغلول ذاك الطالب الأزهري الذى تعلم بكتاب قريته ليقود أعظم ثورة في التاريخ أمام أقوى امبراطورية عظمى مسلحة بكل الحديث في عالم الدمار والقتل وادوات الاحتلال. وهنا تعلو صيحات الجهاد والكفاح وتتألف التشكيلات من شباب الأزهر وأبناء الأمة ليكون الأزهر هو عنوان المقاومة. ويأتي القمص سرجيوس ليخطب من على منبر الأزهر داعيًا إلى الجهاد والمقاومة لمحتل لا يفرق رصاصه بين مسلم وقبطي وتختلط دماء المصريين مسلمين وأقباطًا ويرتوى تراب الوطن بدماء المصريين رجالًا وشبابًا وشيوخًا وسيدات ويتحول كل شبر من أرض الوطن إلى ثورة والى مقبرة للغزاة. تحت صيحات الجهاد والمقاومة من مآذن الأزهر
وتستمر الحركات الفدائية من الأزهر ورجاله ومن كل أطياف الشعب المصري ضد المحتل في أي مكان في القاهرة في الإسكندرية في الصعيد وفى زفتى. إن صفحات كفاح الأزهر ضد الاحتلال الإنجليزي منذ وطأ أرض مصر في حاجة إلى أمهات الكتب لتنقل لنا أروع قصص النضال والكفاح والمقاومة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *